لا تملك أرضاً ولا سيادة ولا حتى اعترافاً رسمياً من أي دولة، ومع ذلك تعتبرها الصين أحد أكبر التهديدات، حكومة التبت في المنفى واحدة من أغرب الكيانات السياسية في العالم. بدأت حكايتها عام 1950، حين اجتاحت القوات الصينية إقليم التبت، في عملية سميت "التحرير السلمي"، لكن بالنسبة للتبتيين كانت بداية الاحتلال رغم توقيع اتفاق مع بكين عام 1951. استمرت التوترات وانفجرت أخيراً في انتفاضة لاسا عام 1959، بعد فشل الانتفاضة فرّ الدالاي لاما الرابع عشر مع آلاف التبتيين الى الهند، وهناك في بلدة "دا رامسالا" أعلنت "حكومة التبت في المنفى" ككيان سياسي يدير شؤون اللاجئين التبتيين رغم افتقادها لأي سيادة إقليمية، نجحت في بناء هيكل دولة ببرلمان منتخب ورئيس وزراء ودستور وشبكة تعليم وإعلام وعلاقات دبلوماسية وإن كانت رمزية. تمثل الحكومة نحو 150 ألف تبتي موزعين في الهند ونيبال وأوروبا وأميركا، وتحافظ على لغة التبت وديانتهم البوذية والعادات التقليدية. في البداية طالبت الحكومة المنفية باستقلال كامل عن الصين، لكن منذ التسعينيات اعتمد الدالاي لاما سياسة "الطريق الوسط" التي تدعو الى حكم ذاتي داخل الصين وليس الانفصال، لكن الصين رفضت ذلك بشدة واعتبرت الحكومة المنفية كياناً انفصالياً معادياً، رغم الشعبية التي يحظى بها الدالاي لاما عالمياً. لم تعترف أي دولة رسمياً بالحكومة في المنفى بما في ذلك الهند التي تستضيفها خشية غضب بكين. واليوم تواجه تحديات كبيرة وتراجع الدعم الدولي بسبب النفوذ الصيني، ليبقى مستقبلها غامضاً.