ساهم معنا

“التخريب الناعم” لإضعاف الدول

سلاح استخباراتي لا يخطر على البال، استخدمته الولايات المتحدة لإضعاف أنظمة الدول المعادية لها، فقد يبدو تأخر الحافلات أو تكاسل الموظفين مجرد مشاكل إدارية عادية، لكنها في الحقيقة كانت أدوات مدروسة في الحرب النفسية والتخريبية. فخلال الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في عام 1942 أنشأت الولايات المتحدة ما عُرف بإسم "مكتب الخدمات الاستراتيجية" وهو أول جهاز استخبارات أميركي متخصص في جمع المعلومات وتنفيذ العمليات السرية خلف خطوط العدو. لكن الغريب أن هذا المكتب لم يقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل اعتمد أيضاً على التخريب البسيط كوسيلة لزعزعة استقرار الدول عبر جيش من المواطنين الساخطين على بلدانهم الذين تم تدريبهم على أداء وظائفهم اليومية بشكل سيء، كتأخير الحافلات عن مواعيدها والتباطؤ في إنجاز المعاملات والإصرار على البيروقراطية وإهمال الصيانة، كل هذه التصرفات كانت تهدف الى خلق بيئة من الإحباط والفوضى وانعدام الكفاءة داخل مؤسسات الدولة، بحيث يفقد المواطنون الثقة في حكوماتهم وتصبح الأنظمة أضعف من أن تتقدم أو تقاتل بفعالية. ففي عام 1944، أصدر مكتب الخدمات الاستراتيجية كتيباً سرياً بعنوان "الدليل الميداني البسيط للتخريب"، ظلّ هذا الكتيب سرياً حتى عام 2008 حين رفعت السرية عنه وكشف عن محتواه. الغريب والخطير ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية تم حل الجهاز عام 1945، لكن أدوات التخريب الناعمة لم تختفي، بل انتقلت الى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) وظل الكثير من تلك التعليمات قائماً حتى اليوم. وفق خبراء ما زالت تستخدم بطرق جديدة ضمن الحرب الباردة والنفسية.

انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة