بتكوين وفقاعة التوليب

تضاعفت قيمة عملة بتكوين العام الماضي بقيمة 400%، واكتسبت 40% أخرى في أوائل العام لتصل الى أكثر من 40 ألف دولار، ثم انخفضت بنسبة 20% دون أي سبب واضح. تستدعي تقلبات عملة البتكوين قصة "صعود زهرة التوليب" في أوروبا خلال القرن الـ17 ثم انهيارها لتشكل واحدة من أعظم الأزمات المالية في التاريخ. فما القصة؟

قصة زهرة
ظهرت زهرة "التوليب" في دول وسط آسيا في منتصف القرن السابع عشر، ثم انتقلت للدولة العثمانية، ثم الى دول غرب أوروبا. في ظل ندرتها، شهدت إقبالاً واسعاً، وظهرت في هولندا، ثم أصيبت الزهرة بفيروس نتج عنه وجود أنواع وألوان مختلفة منها.

انتفاخ الفقاعة
• 1630: ارتفع سعر "التوليب" لكثرة الطلب عليها، وحقق تجارها ثروات طائلة من وراء بيعها وزراعتها، حتى إن البعض باع أملاكه مقابل اقتنائها.

• 1633: وصل سعر بتلة "التوليب" الى 5500 جيلدر (عملة هولندا في القرن الـ17، وتعادل نصف دولار أميركي).

• 1637: قفز سعر البتلة الواحدة الى 10 آلاف جيلدر (أي ما يعادل دولاراً الآن).

• كان سعر البتلة يكفي لإطعام أسرة هولندية وكسائها وإسكانها لعقود، أو شراء قصر عتيق يطل على بحيرة في العاصمة "أمستردام"، واتجه كل الهولنديين للاستثمار في الزهرة، نجارين وحدادين ومزارعين وتجاراً.

انفجار الفقاعة
عام 1637 بدأت الأسعار بالانهيار، وهرع الجميع نحو بيعها سريعاً، وانتشر الهلع حتى هبطت الأسعار الى نصف قيمتها، ما تسبب بانهيار مالي للكثيرين. انهار سوق "التوليب"، وعجز المضاربون عن شراء أي بتلة من الزهرة حتى أرخصها، واختفى الطلب عليها لتهبط الى عُشر قيمتها السابقة، ووقع الهولنديون تحت وطأة الديون لسنوات.

التوليب بوصفها مرآة للبتكوين
تضاعفت قيمة البتكوين خلال عامين 10 أضعاف، وفي نهاية 2016 كانت أقل من ألف دولار، بينما تخطت قيمتها 40.000 دولار مع نهاية عام 2020، ورغم التوقعات بوصولها الى 50.000 دولار نهاية يناير، جاء انخفاض غير متوقع بنسبة 20% من قيمتها في منتصف الشهر.

أُم كل الفقاعات
يقول "مايكل هارتنيت"، كبير محللي الاستثمار في "بنك أو أمريكا" للأوراق المالية، ان عملة بتكوين هي "أم كل الفقاعات"، كما ذكر أن هوس المضاربة شهدته الأسهم اليابانية في أواخر الثمانينيات، وسوق الأسهم في تايلاند في منتصف التسعينيات، وأزمة الرهن العقاري في 2008، تمتعت جميع هذه القطاعات بمكاسب بنسبة ثلاثة أرقام قبل أن تنهار على الأرض.

الفقاعة الأشد في التاريخ
يقول "هاوارد وانج"، المؤسس الشريك لـ (Convoy Investment)، ان "بتكوين" لا تمتلك أي دخل ولا أي قيمة جوهرية، فالمصدر الوحيد لقيمتها هو التصورات بشأن قيمتها وتكهناتهم بصعودها، لذا ربما تكون فقاعة البتكوين هي الأشد في التاريخ في ظل اندفاع الأسواق نحوها على أمل وجود قيمة مستقبلية للعملة الرقمية.

تم النشر بتاريخ: 23 فبراير 2021
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp