لماذا انتقد فويرباخ المسيحية؟
يعد الفيلسوف الألماني "لودفيغ فويرباخ" من أهم فلاسفة القرن التاسع عشر، حيث عمل على تفسير الظواهر الإيمانية والدينية منطلقاً من الأنثروبولوجيا، متأثراً بالعقلانية الألمانية، في مهمة غاص فيها في عمق اللاهوت الديني المسيحي ليستخلص في كتابه الأشهر "جوهر المسيحية" الأساس الذي قامت عليه الأديان عموماً، والمسيحية خصوصاً.
كيف رأى فويرباخ الإنسان؟
الإنسان هو الكائن الذي تقوم عليه جميع الأفكار الموجودة في العالم، حيث يتميز عن باقي الكائنات لامتلاكه الوعي المدرك لذاته، والذي يستطيع من خلاله الفطنة والتعقل ومن ثم الحكم على الأشياء والقضايا المحيطة.
ما الإله؟
الإله هو فكرة معبرة عن تأله الإنسان ذاته، حيث لا يمكن أن يوجد إله بمعزل عن وجود الإنسان، تلك الفكرة التي تطورت أنثروبولوجيا نتيجة لظروف إنسانية مادية، وتخلُص الى أن الإله ليس إلا صورة مغايرة للإنسان.
لماذا كان الإله ضرورياً؟
لأن العقل البشري لا يمكنه القبول بفكرة أن الإنسان في ذاته هو علة، فكان من الضروري إيجاد علة مفارقة يستند عليها في وجوده ويحمّلها أعباء حياته وتناقضات عالمه.
كيف نشأ الدين؟
نشأ الدين من خلال فكرة ما ينبغي أن يكون ولا نستطيع تحقيقه، بمعنى أن على الإنسان أن يحب الجميع ويقوم بعمل الخير دائماً لقيام مجتمع مثالي، ومع صعوبة تحقيق تلك الرغبة الحثيثة قام الدين بتقديم منظومة تقوم على تلك المبادئ، عن طريق صنع نظام مفاهيمي شديد التجريد يحتوي بداخله على الظاهرة الدينية.
كيف تأثر ماركس بفويرباخ؟
أخذ ماركس مفهوم الاغتراب الذي صاغه فويرباخ عن علاقة الإنسان بالظاهرة الدينية التي تعزله عن عالمه وتصنع له جوهراً غريباً عن إنسانيته، وحوّله الى الاغتراب الماركسي القائم على علاقة الفرد بالمنظومة الرأسمالية التي تعزله عن مجتمعه من خلال حرمانه من امتلاك أدوات الانتاج.
حقائق عن فويرباخ
• ولد في 28 يوليو عام 1804 بجنوب ولاية بافاريا بألمانيا.
• درس في بداية حياته من أجل الحصول على عمل داخل الكنيسة، لكنه تحوّل لاحقاً لدراسة الفلسفة بجامعة برلين، حيث تأثر بالفلسفة الهيغلية وتغيّر مسار حياته.
• قدّم فويرباخ إحدى نظرياته الأولى لأستاذه الجامعي "هيغل"، والتي لم تلق حينها إعجاب هيغل نظراً لمبالغتها في النزعة المادية.
• لم تلق أعماله اهتماماً كبيراً في العقود الأولى لميلادها لهيمنة المدرسة المثالية الألمانية على الساحة الفكرية والفلسفية، لكنها لاقت تقديراً كبيراً لاحقاً.