العالم مليء بالحيوانات التي تحتاج إلى الإختفاء فبعضها ينزلق في شقوق أو يدفن نفسه في الأرض والبعض الآخر أكثر دهاءً ومكراً فتعرف كيف تبقى ثابتة دون حركة وأن تجعل نفسها من الصعوبة أن تُرى، وهناك كائنات حية عديدة تغير لونها فالحرياء يمكن أن تغير لونها بسرعة وفي وقت قياسي فعندما تكون على الأرض نجد أن أرجلها تكون أصفر فاقعاً وتظهر بقع بثور على ظهرها ولكن عندما تحتمى تحت شجيرات خضراء كثيفة الأوراق يصبح لونها أخضر كأوراق الشجر، كما أنها يمكنها أن تقف ساكنة تماماً مثل الحشرة العصا وفرس النبي (الحشرة المصلية). فمن السهل الكشف عن الحيوان الذي يتحرك في حين أنه يمكن المرور بجانب أوراق الأشجار دون أن نرى الحرباء الساكنة المختبئة بها، إن الحرباء سيدة التمويه ويضرب بها المثل في هذا المجال. ليست الحرباء وحدها هي التي يمكنها أن تغير لونها إنما الأسماك المفلطحة أيضاً لها جسم مفلطح وتستقر في قاع البحر، لون بطنها أبيض أما ظهرها فيتغير لونه تبعاً للمكان الذي توجد فيه إذا كان حصى أو رملاً، إن سمكة البلايس وهي نوع آخر من السمك المفلطح تعيش بصفة عامة في القاع الرملي للبحر، وقد يحدث أثناء السير في المياه أن تضع قدمك فوقها وحينئذ تتلوى تحت أصابع قدمك مما يجعلك تقفز وبذلك تتمكن السمكة من السباحة والفرار بعيداً، إن سمكة البلايس يمكنها أن تغير لونها وذلك بإلقاء قليل من الرمال على ظهرها بحيث لا يظهر منها إلا العينين وهكذا يمكنها أن ترى دون أن يراها أحد، حيث يمكنها تغيير لونها ليماثل الأصداف.
