الهوس بالتنبؤات

تفاعلات مليونية تحصدها مقاطع البرامج العربية وصفحات منصات التواصل المتعلقة بتنبؤات الأبراج والتاروت، ورغم أن تنبؤات الأبراج تُعد مجالاً قديماً (منذ 2500 سنة) فإن الإنترنت على ما يبدو قد أسهم في ازدهاره ربما أكثر من أي عصر مضى.

الصحافة الورقية: عصر التنبؤات البسيطة
كان قسم الأبراج في الصحف الورقية في سنوات ما قبل الانترنت يعد قسماً ذا شعبية واسعة رغم صغر مساحته. لم يكن قسم الأبراج يعطي سوى تنبؤ بسيط عن "حظك اليوم"، وكانت فئة محدودة من المتابعين تلجأ الى شراء كتب الأبراج للتعمق في صفات أبراجها.

العصر الرقمي: انفجار محتوى الأبراج
مع انتشار الإنترنت ومنصات التواصل الإجتماعي، اتسعت مساحة محتوى تنبؤات الأبراج، وأصبح أمام القراء صفحات وتطبيقات على الهاتف المحمول تقدم نبوءات تفصيلية وسرداً مطوّلاً لصفات أبراجهم الطبية والسلوكية وموقفهم في العلاقات مع الأصدقاء أو الأقارب والأحباء.

انضمام المراهقين لعالم الأبراج
أسهمت ثورة الإنترنت في نقل تنبؤات الأبراج الى شرائح عمرية أصغر، فبعد أن كان متابعوها محصورين -فقط- في شريحة قراء الصحف الورقية من الكبار، أصبحت توقعات الأبراج تقدّم بطريقة جذابة تناسب كل الأعمار، خاصة المراهقين.

قاعدة التنبؤات الذهبية: المصطلحات الفضفاضة
دائما ما توصف شخصية البرج بمصطلحات فضفاضة، مثل: الحمل طيب القلب، الأسد متسامح، الثور مبدع .. إلخ، وهي صفات تنطبق بدرجة كبيرة على أي شخص ولو بنسب مختلفة. يستعمل "خبراء" الأبراج -أيضاً- مصطلحات فضفاضة للتنبؤ، مثل: ستقابل فتاة ما، صعوبات في طريقك، أزمة في طريقها للحل.

حيل تنبؤات الأبراج: تأثير بارنوم
معظم الناس يميلون الى قبول أي وصف فضفاض للشخصية على أنه يصفهم بدقة، دون أن يُدركوا أن هذا الوصف نفسه يمكن أن ينطبق أيضاً على أي شخص آخر. تستند هذه الحيلة الى تجربة قام بها عالم النفس الأمريكي "بيرترام فورير" مع طلابه.

حيل تبنؤات الأبراج: "النبوءة ذاتية التحقق"
أحياناً تكون نبوءات الأبراج قابلة للتحقق حتى وإن كانت غير صحيحة، مثلاً إذا تنبأ أحدهم لطالب أنه سيرسب في الامتحان، فقد يكون هذا التنبؤ سبباً في خوف الطالب من الرسوب وفقدانه للتركيز، ومن ثم رسوبه في النهاية.

الأبراج بوصفها مهرباً من الأزمات
تؤكد دراسة صدرت عام 1982 في دورية "Personality and Individual Differences" أن الناس يميلون الى اللجوء الى المنجّم وتنبؤاته أثناء مرورهم بدرجات من القلق الناتج عن مشكلات في العمل أو الحياة. قد يكون ذلك تفسيراً لتزايد اهتمام المتابع العربي بتنبؤات الأبراج.

تم النشر بتاريخ: 2 مارس 2021
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp