أزمة نقص الرقائق الإلكترونية
يجتاح سلاسل التوريد العالمية نقص في أشباه الموصلات والتي تُعرف بالرقائق الإلكترونية، والتي تُعد أساساً لا غنى عنه في الصناعات التكنولوجية كافة. ويرجع محللون أسباب النقص الى تعطل التصنيع بسبب جائحة كوفيد-19 مع زيادة الطلب عليها، وكذلك التوترات السياسية بين الصين وأميركا. وتمتد هذه الأزمة لتضرب صناعة السيارات، وصناعة الحواسيب والجوالات والإلكترونيات.
صناعة السيارات معلقة
تجلت ملامح الأزمة مع إعلان شركة "جنرال موتورز" عن وقف ثلاثة مصانع لها، وتستعد شركة "فورد موتور" لخفض 20% من إنتاجها، وكذلك شركتا "فولكس فاجن" و "أودي". كما أعلنت شركتا "رينو" و "ستيلانتس" أنهما ستعلقان إنتاجهما. وتشير التقديرات الى أن الإنتاج العالمي من السيارات سيتراجع 3% في الربع الأول لهذا العام، وتقدر خسائر مبيعات السيارات بـ61 مليار دولار، لكن الخسارة الأكبر تضرب صناعة الإلكترونيات.
لماذا يتزايد الاحتياج الى الرقائق؟
يزداد اعتماد صناعة السيارات على الرقائق بفضل التوجه نحو السيارات المدعومة بالتكنولوجيا، أو التي يتم تصنيعها بمحركات كهربائية. وبحلول عام 2022 تقدر شركة "ديلويت" أن كل سيارة ستحتوي على رقائق بقيمة 600 دولار تقريباً، مقارنة بـ312 دولاراً في 2013.
ما جذور الأزمة؟
بدأت الأزمة تتكشف خلال عطلة الكريسماس، لكن جذورها تمتد لبداية الجائحة، حيث تراجعت مبيعات السيارات الجديدة، واعتقد المنتجون أن التعافي قد يستغرق سنوات، لذا أفرطوا في استخدام مخزوناتهم بدلا من شراء رقائق جديدة، ومع التعافي السريع في مبيعات السيارات، كان هناك طلب كبير تزامن مع زيادة الطلب في قطاع الإلكترونيات.
كيف تسببت الجائحة بالأزمة؟
صناعة السيارات ليست وحدها المتسببة بالأزمة، ولكنه أيضاً بسبب زيادة الطلب على الجوالات والحواسيب والشاشات لأغراض الدراسة عن بعد، وكذلك ألعاب الفيديو والأجهزة اللوحية التي سُحبت من السوق لأغراض الترفيه أثناء فترات العزل المنزلي، فقد ارتفعت مبيعات الحواسيب الشخصية بنسبة 4.8% في 2020 الى 275 مليون وحدة، مع نمو أكثر من 10% في موسم العطلات وفقاً لبيانات "غارتن"، وهو أعلى نمو سنوي في سوق أجهزة الكمبيوتر منذ عام 2010.
كيف تضررت صناعة الإلكترونيات؟
ارتفعت مبيعات الحواسيب الشخصية بنسبة 4.8% في عام 2020 الى 275 مليون وحدة، مع نمو أكثر من 10% في موسم العطلات وفقاً لبيانات "غارتنر"، وعكس ذلك انخفاضاً استمر لسنوات، وهو أعلى نمو سنوي في سوق أجهزة الكمبيوتر منذ عام 2010. كما أعلنت آبل عن مبيعات فصلية هائلة قدرها 111 مليار دولار، ويقول كبار صناعة الإلكترونيات إن المبيعات من الممكن أن تكون أفضل لو كان هناك ما يكفي من الإمدادات من الرقائق.
ترامب له يد بالأزمة
أدت العقوبات الأميركية على الصين الى تعميق الأزمة، حيث أُدرجت "المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات" في القائمة السوداء للشركات الصينية، ما أدى الى البحث عن بدلاء، وتحويل التصنيع من الصين الى تايوان، ما أربك صناعتها. كما اتجهت شركات مثل هواوي الى تخزين الرقائق تخوفاً من العقوبات، لتقفز واردات الصين من الرقائق لنحو 380 مليار دولار عام 2020، أي نحو خُمس واردات البلاد.
بورصة الرقائق تنتعش
انعكست الأزمة بشكل إيجابي على أداء بورصة الرقائق الإلكترونية، حيث صعد مؤشر "فلكس" لأشباه الموصلات في بورصة فيلادلفيا بنسبة 41% في الأشهر الستة الماضية، فيما ارتفع مؤشر "ناسداك" المركب بنسبة 28%. كما رفعت تايوان توقعاتها لمعدل نمو اقتصادها في عام 2021، باعتبارها أحد أهم المصنعين للرقائق.