المكتبة: الإسلام بين الشرق والغرب
المؤلف
علي عزت بيجوفيتش - مفكر وفيلسوف إسلامي وزعيم سياسي بوسني.
تفاصيل الطبعة العربية
• دار الشروق
• طبعة عام 2018
• تقديم: عبد الوهاب المسيري
• ترجمة: محمد يوسف عدس
موضوع الكتاب
كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" ليس كتاباً في علم اللاهوت، بل هو كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساتع وتعاليمه، وذلك بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكر العالمي. إن موضوع الكتاب ليس في أساسه عن الإسلام كمُعلم، بل عن الإسلام كنظرة على العالم.
وبذلك، سعى علي عزت بيجوفيتش للإجابة عن كثير من الإشكاليات التي كانت منتشرة في عصره وما زالت. كالمادية، والإلحاح، والشيوعية، وموقع الإسلام من التفاعل مع الحياة العامة. وغيرها من الأفكار التي ما زالت راهنة، لذلك فهو كتاب يستحق أن يُقرأ، سواء اتفقت مع كاتبه أو اختلفت.
الأفكار الرئيسية في الكتاب
• يتطرق بيجوفيتش لقضية الدين بصفة عامة، ويقصد بالدين هنا: علاقة الإنسان بربه، وذلك من خلال مناقشة قضايا الخلق والتطور والأخلاق والفرق بين الثقافة والحضارة، وأيضاً ظاهرة الفن، وذلك لتفسير موقف كل من الدين والإلحاد من قضية أصل الإنسان.
• يؤسس علي عزت بيجوفيتش بناءه الفلسفي على قاعدو "الخلق الإلهي" متنقلاً بين ثنائيته الأولى حول أصل الإنسان، الى ثنائياته الباقية حول ممارسة هذا الإنسان لفعل الحياة، فهو يرى أن ثنائية الروح والمادة في التكوين البشري جديرة بأن توضع في الموضع الصحيح والسياق المنطقي، دون أن يكون لأحدهما السطوة والحضور على حساب الآخر.
• ينطلق بيجوفيتش للسؤال حول الدين وحاجة الإنسان له باعتباره تفسيراً معنوياً لوجوده، وإشباعاً روحياً لنفسه الثنائية (الروح والمادة)، متسائلاً عن أسباب امتلاء حياة الإنسان البدائي بالعبادات والأسرار والمحظورات، ومستنكراً على الإنسان الحديث محاولة اختزال كل شيء فيما هو مادي وآلي.
• يضع على عزّت تعريفه للاسلام كوحدة ثنائية القطب بين حقيقتي المادي والمعنوي. فالصلاة الإسلامية كما يراها بيجوفيتش ما هي إلا "انعكاس للطريقة التي يريد بها الإسلام تنظيم هذا العالم، حيث إنه لا صلاة بدون طهارة ولا جهود روحية بدون جهود مادية واجتماعية تصاحبها"، بالإضافة لذلك، فهو يرى أن الاهتمام الجغرافي والفلكي الذي صاحب الحركة الإسلامية خلال التاريخ ظهر بالأساس لتحقيق هذه العبادة (الصلاة) على الوجه الأمثل لتحديد القبلة والمواقيت.
اقتباسات
• "يوجد ملحدون على أخلاق، ولكن لا يوجد إلحاد أخلاقي. والسبب هو أن أخلاقيات اللاديني ترجع في مصدرها الى الدين. دين ظهر في الماضي ثم اختفى في عالم النسيان، ولكنه ترك بصماته قوية على الأشياء المحيطة، تؤثر وتشع من خلال الأسرة والأدب والأفلام والطرز المعمارية .. إلخ".
• "إذا صح أننا نرتفع من خلال المعاناة وننحط بالاستغراق في المتع، فذلك لأننا نختلف عن الحيوانات، إن الإنسان ليس مفصّلاً على طراز داروين كما أن الكون ليس مفصلاً على طراز نيوتن".
• "ليست هناك علاقة أوتوماتيكية تلقائياً بين عقيدتنا وسلوكنا. فسلوكنا ليس بالضرورة من اختيارنا الواعي ولا هو قاصر عليه. إنه على الأرجح نتيجة التنشئة والمواقف التي تشكلت في مرحلة الطفولة أكثر منه نتيجة للمعتقدات الفلسفية والسياسة الواعية التي تأتي في مرحلة متأخرة من مراحل الحياة".
• "إن الأسرة ليست هي الخلية الأساسية للمجتمع كما تُعلن بعض الدساتير القديمة. فالأسرة والمجتمع متنافران. ذلك لأن المبدأ الرابط في الأسرة هو الحب والعاطفة. وفي المجتمع هو المصلحة أو العقل، أو كلاهما معاً".
• "قضية الخلق هي في الحقيقة، قضية الحرية الإنسانية، فإذا سلمنا بحرية الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله فإننا بذلك نعترف بوجود الله إما ضمناً وإما صراحة. فالله وحده هو القادر على أن يخلق مخلوقاً حراً: لأن الحرية لا يمكن أن توجد إلا بفعل الخلق".
تقييمات القراء
• عمل فلسفي عظيم. وبينما يستعرض النصف الأول من الكتاب تاريخ الفلسفة والاختلافات الرئيسية بين الفلسفة الإنسانية والمادية. يركز النصف الثاني من الكتاب على الإسلام وطريقته في دمج الاهتمامات الإنسانية والمادية والتوفيق بينهما في ظل ما يموجان به ظاهرياً من اختلافات.
• للكتب الفكرية بروتوكولات خاصة للتعامل معها أثناء القراءة. ولعل كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لصاحبه علي عزت بيجوفيتش أحد هذه الكتب الصعبة الفهم من أول محاولة والتي تستدعي تحضيراً فكرياً وذهنياً مسبقاً قبل البدء في تناول صفحاته.
• هذا كتاب سيخلده التاريخ. كتاب مهم جداً، بل واجب قراءته.
• إن وجود العدو حاجة سياسية للدول والأنظمة. والأعداء على أنواع، وليسوا شكلاً واحداً. يمكن الاستفادة من أمثلة الكتاب أكثر من عمق فكرته. فقد كان غنياً بالأمثلة فقيراً في أفكاره (عدداً وعمقاً).