في أمسيات الصيف الدافئة، تتسلل اليراعات الصغيرة خلسة لترسم لوحة استثنائية تشبه سماء الليل المرصعة بالنجوم. تُصدرهذه اليراعات وهجاً مضيئاً. يبدأ هذا الحفل الضوئي بعد أن يسدل الليل ستاره ويوصف بكونه لغة الحب لدى اليراعات، إذ يستقر مئات الذكور على الأشجار مصدرين ضياءهم في وقت واحد، تومض الأشجار بأكملها لثوانٍ معدودة، فتستدل الإناث بفضل الوميض على موقع الذكور.. لكن كيف ينتج هذا الوهج؟
تحتوي أجسام اليراعات على مركبات كيميائية تحت بطونها، ما إن تمتص الأوكسجين فتجمعه داخل خلايا خاصة مع مادة تسمى لوسيفيرين فينتج الضوء بلا حرارة، وهي الظاهرة المعروفة باسم "الضيائية الأحيائية". يعيش نحو 2000 نوع من اليراعات في المناطق الدافئة من آسيا والأميركيتين، لكن نحو 18 نوعاً منها بات مهدداً بالإنقراض بسبب أنوار المدن الساطعة التي تطغى على الوهج البسيط لليراعات، فتأثرت استجابة الإناث لنداء التزاوج.