هل أثارت ذكرى محددة لديكم رغبة في البكاء؟ وتسائلتم لماذا نبكي؟ .. اعتقد داروين أن البكاء ليس سوى أثر جانبي لا يؤدي وظيفة، لكن البروفيسور في علم النفس الإكلينيكي الهولندي “آد فينغرهوتس” يصر على أن داروين كان مخطئاً في ذلك، ويقول أن الدموع مهمة جداً لاستباط الرعاية والحماية والحب، ولأن الأطفال في سن مبكرة غير قادرين على الكلام فهم يبكون للتعبير عن الحاجة الى المساعدة، عندما يصرخ الطفل الرضيع لجذب انتباه الكبار يضغط بجفنيه على عينيه وذلك ما يحفز الغدد الدمعية.
لكن الصراخ قد يجذب انتباه الحيوانات المفترسة الى مكان الطفل ما يجعله عرضة للخطر، يعتقد “آد فينغرهوتس” بأن ذلك أثر في تطور البكاء عند الانسان على البكاء الصامت بالدموع فقط من دون صراخ خصوصاً عندما يصبح الطفل قادراً على الحركة نحو الأم.
لا يرتبط البكاء بطلب المساعدة فقط، ففي بعض الحالات نبكي لتأثرنا بقصة أو فيلم. الكثير من الحيوانات تدمع، لكن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يرتبط بكاؤه بالعاطفة، نبكي عند الشعور بالحزن تعاطفاً مع ألم شخص آخر أو عند تذكر شخص نفتقده. أما دموع الفرح فهي أكثر غموضاً، يعتقد العلماء أنها ترجع الى حزن يرافق الفرح، مثل حزن عروس على فراق أهلها في مناسبة سعيدة كالزواج، حتى عندما نبكي وقت لقاء شخص افتقدناه، فالأرجح أن الدموع سببها تذكر الحزن والألم اللذين سببهما لنا فراقه