ساهم معنا

تنين الكومودو .. نبّاش القبور

وحوش مرعبة لا تشبه غيرها من المفترسات، أشكال مخيفة كأنها قادمة من عصور ما قبل التاريخ، أجسام قوية ومخالب حادة وذيل طويل ذو ضربة سريعة وخاطفة، لكن الأكثر رعباً ما يوجد في أفواه هذه المخلوقات، إنه تنين الكومودو نبّاش القبور وأكبر سحالي الكوكب. يعيش تنين الكومودو في الجزر البركانية في سومطرة بإندونيسيا، وسط الغابات المنخفضة والمراعي المفتوحة. الكومودو أكل كل شيء تقريباً، يتغذى على الجيف والجثث وكذلك الحشرات والثعابين والقوارض والقرود والخنازير البرية وغيرها، ويُعرف عنه نبش قبور البشر المدفونين حديثاً والتهام جثثهم. الرعب في الكومودو لا يقتصر على شكله بل باستراتيجيته الغريبة في صيد فرائسه، إذ ينتظر طويلاً قبل اتخاذ القرار بالهجوم لكن الأغرب أنه لا يحتاج لأكثر من عضة واحدة للفتك بفريسته والسر في فمه الذي يوجد فيه أكثر من 64 نوعاً من البكتيريا بعضها شديد السمية الأمر الكفيل بقتل الفريسة بتسمم الدم، أحياناً قد يستغرق الأمر أياماً قبل موت الفريسة المسممة بلعاب الكومودو، لكنه صبور للغاية حيث يتتبعها بلسانه الى أن يجدها ميتة ثم يلتهمها دفعة واحدة. طول تنين الكومودو يتراوح بين مترين وثلاثة أمتار، ذكر التنين البالغ يزن حوالي 135 كيلوغراماً والأنثى البالغة تزن نحو 90 كيلوغراماً، ويمتد عمره لنحو 20 سنة، ولديه مخالب كبيرة وجلد سميك جداً حتى إن الإبرة لا تستطيع اختراقه. من عجائب تنين الكومودو أيضاً، أن الأنثى يمكنها أن تخصب نفسها دون الحاجة لذكر بما يعرف باسم التوالد أو التلقيح العذري، وفي الغالب تلد أنثاه وهي عذراء وغالباً ترفض التزاوج مع الذكر ولا تجتمع به إلا بعد معركة طاحنة. وبالرغم من قوته الخارقة، إلا أن تنين الكومودو يُعتبر من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب ابتعاده عن بيئته الطبيعية، ما اضطر الحكومة الإندونيسية لاتخاذ بعض الإجراءات للحفاظ على هذا الكائن العجيب من خطر الانقراض. خبراء علم الحيوان يعتبرون تنين الكومودو الناجي الوحيد من عصر الديناصورات، وحالياً يحظى بحماية القانون الإندونيسي، إذ أسست إندونيسيا متنزه كومودو الوطني عام 1980 ليكون محمية طبيعية تؤوي هذه التنانين وغيرها من الحيوانات المهددة في البلاد.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة