أسماك القرش .. أحافير على قيد الحياة

على مدار ملايين السنين تعرضت الأرض الى خمسة أحداث انقراض جماعية غيّرت شكل الحياة على الكوكب، اختفت العديد من المخلوقات عن ظهر الكوكب للأبد، وظهرت أخرى جديدة لتحل محلها، باستثناء أسماك القرش التي بقيت صامدة. طافت هذه المخلوقات المفترسة مياه المحيطات على مدى أكثر من 400 مليون سنة، لذا فهي أكبر عمراً من أقدم غابة أحفورية على وجه الأرض. يكمن سر تمكن أسماك القرش من الصمود في وجه تلك الأوقات الحالة الى قدرتها على التطور، تتكون الهياكل العظمية لأسماك القرش من غضاريف رخوة لا تتحلل، لذا فإن معظم ما نعرفه عن أسلافها يأتي من الأسنان والقشور وأحافير زعانف العمود الفقري. لدى أسماك القرش هياكل عظمية خفيفة الوزن تساعدها على حفظ الطاقة ومواصلة السباحة دون توقف لمسافات طويلة، أما أسنانها فقد تطورت من مجرد أسنان مخروطية الشكل الى مسطحة حادة ومدببة كما السكاكين، وبفضل هذه الأسلحة الطبيعية التي تملكها لا تواجه أسماك القرش صعوبة في إيجاد الفرائس، إذ يحق لها تغيير فرائسها في المحيط الشاسع إذا ما واجهت ندرة في بعض الأنواع. تتمتع أسماك القرش بقدرة مذهلة تتمثل في استشعار المجال المغناطيسي، ما يؤهلها للملاحة وتحديد الاتجاهات في الأعماق، أما تحديد موقع الفريسة فيتم من خلال خلايا خاصة تمكن سمكة القرش من استشعار تموجات المياه التي تحدثها الفريسة، لذا فإنها لا تواجه صعوبة في الصيد تحت جنح الظلام. بفضل هذه القدرات المذهلة فإن القرش يوشك أن يكون سيد المحيطات، لكن العدو الحقيقي لأسماك القرش لا يقطن البحار، فالصيد الجائر لأسماك القرش يتسبب في القضاء على الملايين منها سنوياً، لتصبح أسماك القرش في مواجهة مباشرة مع اختبار سادس من أجل البقاء.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة