إذا كنت تتقن السباحة وجربت أن تغوص وتفتح عينيك داخل الماء، فلن تتمكن من الرؤية بوضوح. فما الفرق بين أعيننا وأعين الأسماك؟
بما أن الماء أكثر كثافة من الهواء، فإن شعاع الضوء ينتقل بشكل أبطأ تحت الماء، وبالتالي يأخذ وقتاً أطول لينكسر. وهذا الفارق الزمني في سرعة الضوء عند انتقاله بين الهواء والماء هو السبب الذي يجعلنا نرى الأشياء وكأنها مكسورة داخل الماء. من أجل الرؤية بوضوح تحت الماء، يجب أن ينكسر الضوء في العدسة بدرجة أكبر مقارنة بالهواء، لكي يتجمع على النقطة الصحيحة، أي فوق الشبكية.
وقد خلق الله عز وجل عدسات عيون الأسماك مستديرة تماماً وصلبة، لكي تكون زاوية مرور الضوء عبر العدسة أكبر حجماً وأطول مسافة، الأمر الذي يؤدي الى انكساره بشكل أكبر، وهذا ما يجعل الصورة تتجمع في النقطة الصحيحة. خلق الله للإنسان عدسات مسطحة ومرنة، وهي مناسبة تماماً لسرعة انتقال الضوء في الهواء، حيث يحدث الانكسار بدرجة أقل. ولأن هذا الانكسار لا يكون كافياً تحت الماء، فإن الصورة تتجمع خلف الشبكية وليس فوقها، فنرى الصورة ضبابية، ونكون بحاجة الى نظارة.