يتم تشييد السفن في مرحلتين أساسيتين، إذ في البداية يُبنى الهيكل ثم يجهّز بواسطة تركيب الأجهزة والآلات والمعدات .. الخ بداخله، وبالطبع يلزم قضاء أشهر من التخطيط قبل البدء في عملية تشييد السفينة، ويجب الموافقة على تصميم السفينة ثم يتم إعداد الرسومات التنفيذية لكل جزء منها. وعادة ما يقوم الكمبيوتر بالكثير من الأعمال التفصيلية الدقيقة، وأحياناً يُبنى نموذج مصغّر للسفينة ويُختبر في خزان مياه صغير. أولاُ: أقسام هيكل السفينة يتم إعدادها في “الترسانة البحرية” حيث يتم البناء، وتوضع في المرسى لتجميعها. تُجمّع بعض أجزاء السفينة من منتصفها في كلا الاتجاهين، وفي بعضها الآخر يبدأ الفنيون العمل من مؤخرة السفينة متجهين الى مقدمتها. أما الأجزاء الأخرى مثل “الرفّاص” والمرساة فتصنع قريبة من الميناء. بعد ذلك يتم وضع الأجهزة والمعدات بالسفينة، ويتضمن ذلك تركيب المحرّك وأنابيب المياه وأعمال السباكة والأجهزة الكهربائية والملاحية وقوارب النجاة وغيرها، كذلك تُجهّز السفينة بالأثاث وتجميلها. ويُزوّد هيكل السفينة بموانع تسرب محكمة ضد الماء، بين مختلف الأقسام والحجرات، فإذا ثُقب هيكل أحد الأقسام، يمكن سدّ هذا القسم ومنع التسرّب منه للحيلولة دون امتلاء بقية السفينة بالماء، ولسبب مماثل يُصنع هيكل السفينة بقاع مزدوج، ويوفّر ذلك متانة وقوة في قاع السفينة، كما يتيح حيّزاً كبيراً لتخزين الوقود ومياه الشرب. وتعتبر متانة وقوة الهيكل، مطلباً هاماً لسفينة تقع تحت رحمة العوامل الجوية من رياح وأمواج وتيارات بحرية. ويخضع الهيكل عادة الى صدمات عديدة أثناء إبحار السفينة، منها قوة دفع الماء الى أعلى وتلاطم الأمواج وتأثير الاهتزازات وحركة السفينة المتواصلة من تمايل وتأرجح من جانب الى آخر.
