يعد المفكر المصري "عبد الوهاب المسيري" واحداً من أهم المثقفين العرب في العقود الأخيرة، وقد نال قلمه من الكثير من أفكار الحضارة الغربية، التي كانت الصهيونية من بينها، حيث أرجع جذورها الى عمق التاريخ الغربي. فكيف حدث ذلك؟
كيف أثرت الثورة الصناعية على الصهيونية؟
تركت الثورة الصناعية أثراً كبيراً في الأوروبيين عامة، حيث اضطر الفلاحون الى المهاجرة للمدن ليكوّنوا طبقة البروليتاريا، وظهرت البروتستانتية انعكاساً لأخلاق الثورة الصناعية، ودفعت الجماعات اليهودي الى الوقوع فيما عُرف بـ"المسألة اليهودية.
لماذا تعد الصهيونية فكرة معادية لليهودية؟
لأن حلم العودة بحسب العقيدة اليهودية لا يتم من قبل الأفراد، بل من قبل "المسيح المخلص" الذي سيأتي في نهاية الزمان، لهذا فإن إقامة وطن لليهود في فلسطين يعد جريمة، فهو بحسب الحاخامات اليهود يعد تعجيلاً بالنهاية بدلاً من انتظار إرادة الله.
من أين ظهرت فكرة الاستيطان؟
انبثقت عقيدة العودة لفلسطين من رحم البروتستانتية المسيحية في بدايات القرن الـ17، التي بشّرت بضرورة توطين اليهود في فلسطين، وقد لعبت بريطانيا التي كانت أكبر قوة بروتستانتية حينها الدور الأكبر في الترويج لتلك العقيدة على يد العديد من مثقفيها وسياسيها.
كيف لعبت الصهيونية على كل الأطراف؟
خاطبت الصهيونية القوى الغربية بأن توطين اليهود في فلسطين سيحل لهم أزمة الفائض البشري، وفي المقابل خاطبت اليهود العلمانيين غير المهتمين بالأفكار الدينية بأوروبا أن رحيلهم الى فلسطين هو الحل الوحيد لأزمة الطبقية والتهميش التي يعانون منها في أوروبا.
- هو عالم اجتماع ومفكر موسوعي مصري، ولد في أكتوبر عام 1938 بمحافظة البحيرة في مصر.
- حصل على درجة البكالوريوس في الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الإنجليزي المقارن بجامعتي كولومبيا ورتجرز الأميركيتين على التوالي.
- انضم الى الحزب الشيوعي المصري، قبل أن تتغير مواقفه ويلتحق بحزب الوسط الإسلامي في مصر.