اشتهر الإغريق بأساطيرهم العظيمة، التي تحوي قصصاً خيالية طريفة، والتي لا تزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام لكثير من الكتاب وتعتبر قصة حصان طروادة أشهر هذه الأساطير.
يحكى أنه كانت هناك في الماضي مدينة تسمى طروادة، ومكانها اليوم في تركيا، وكانت هذه المدينة مسرحاً لمعركة كبيرة وقعت حوالي سنة 1230 قبل الميلا. ويقال إن حرب طروادة التي وقعت بين الإغريق والطرواديين كانت قد نشبت قبل هذه المعركة بعشر سنوات حينما اختلف باريس ابن ملك طروادة هيلين الجميلة زوجة الملك منيلاوس -ملك إسبرطة- وأخذها لبلاده، وثار لذلك الملك أجا ممنون شقيق الملك منيلاوس فجمع ملوك المدن الإغريقية كلها بجيوشهم، وأبحروا بألف سفينة لاسترداد هيلين. وحاصر الإغريق طروادة لمدة عشر سنوات كاملة، ولكن دون نتيجة، وأخيراً دخلوا طروادة بحيلة بارعة.
فقد هداهم التفكير الى بناء حصان خشبي كبير تركوه خارج أسوار المدينة ورحلوا، وظنّ الطرواديون أن الإغريق قد انسحبوا بلا رجعة، وأن هذا الحصان هدية للآلهة فسحبوه الى داخل المدينة، وأخذوا يشربون ويأكلون ويرقصون احتفالاً بالنصر وانسحاب الأعداء، وما إن حلّ منتصف الليل حتى انفتح الحصان وخرجت منه أعداد هائلة من الجنود الإغريق الذين سارعوا بفتح أبواب المدينة لجيوشهم، وأنقذوا هيلين، وأشعلوا النيران في المدينة ودمّروها تماماً. وكانت قصة حصان طروادة موضوعاً لقصيدة شهيرة كتبها هوميروس الشاعر الإغريقي العظيم وعُرفت بإسم "الإلياذة".