من الأحداث الشهيرة التي مرّت بالعاصمة الإنجليزية لندن، ذلك الحريق الكبير الذي شبّ في يوم 2 سبتمبر عام 1666، ففي الساعة الثانية صباحاً شبّ حريق بمنزل "جون فارينور" الخباز الخاص بالملك، وكان جون يقطن في شارع ضيق يقع شرقي جسر لندن الشهير.
وقد أدّت سرعة الرياح وشدتها الى انتشار ألسنة اللهب من منزل الى منزل، ومن شارع الى آخر، حتى أصبحت مدينة لندن كلها قطعة من اللهب، استمر الحريق أربعة أيام متواصلة حتى إن الملك تشارلز الثاني وأخاه خرجا مع الشعب كله في محاولة لإخماد الحريق. وقد أتت النيران على حوالي 121 هكتاراً (فداناً إنجليزياً) من الأراضي ودمّرت حوالي 13 ألف منزل.
وبرغم بشاعة الحريق، فقد كان له جانب إيجابي، إذ قضى على الطاعون الذي كان منتشراً في لندن في ذلك الوقت وأصبح في الإمكان بناء مدينة جديدة، بها شوارع فسيحة، ومبانٍ كبيرة، بدلاً من الشوارع الضيقة والمباني الخشبية، وربّ ضارة نافعة.