ألسنة نيران متصاعدة وسحب دخان كثيفة، هذا هو الحال عند اندلاع حرائق الغابات المدمرة، التي من المتوقع أن تزداد وتيرتها بنسبة 50% بحلول نهاية القرن الحالي. تدمر الحرائق مساحات واسعة من الأراضي وتخلف مشاهد مأساوية أحدها يتمثل في العواصف النارية التي تثير الفزع والذعر أينما حلّت، لذا يطلق عليها البعض إسم "شياطين النار" فعندما يتصاعد الدخان الكثيف يجذب الحريق الهواء باتجاهه ما يولد رياحاً تصل سرعتها الى نحو 117 كيلومتراً في الساعة، يرتفع الهواء الساخن المحمل بالرطوبة ويخلق رياحاً عاتية تؤجج ألسنة اللهب. تحاصر النيران الأراضي والبشر والحيوانات، ومع اشتعال الحرائق تعمل التيارات الهوائية الصاعدة على دفع الدخان الى طبقة الستراتوسفير السفلى وتتشكل السحب النارية، تظل هذه السحب تنفث الجمر والبرق بشحنات موجبة ما يساهم في تأجيج الحريق، تستمر العاصفة لوقت أطول في ظل انعدام أمطار تساعد على إخماد الحريق، تخلّف دوامات النار دماراً هائلاً.
