كي نستطيع فهم حضارات الماضي وثقافته، لا بد أن نفهم أن التراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلفته (ورثته) الأجيال السابقة للأجيال الحالية. من الناحية العلمية، التراث هو علم ثقافي قائم بذاته، يختص بقطاع معيّن من الثقافة هو الثقافة التقليدية أو الشعبية، ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية. تستخدم مواد التراث الشعبي في إعادة بناء الفترات التاريخية السابقة للأمم والشعوب التي لا يوجد لها إلا نصيب قليل من شواهد التاريخ، كما تستخدم أيضاً لإبراز الهوية الوطنية والقومية، والكشف عن ملامحها.
إذن التراث هو ما خلّفه الأجداد، كي يكون عبرة من الماضي، ونهج يستقي منه الأبناء الدورس ليعبروا بها من الماضي الى الحاضر نحو المستقبل. والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، كلما غاصت الجذور وتفرعت، كانت الشجرة أقوى وأكثر ثباتاً، وأقدر على مواجهة التحديات. من أشكال التراث: الأمثال الشعبية، والحكايات الهادفة، ومن أشكاله أيضاً الآثار والحصون والقلاع والقصور والسيوف والدروع وغيرها.
