العلاج بالطين أسلوب قديم جداً في معالجة بعض الأمراض، عرفه العالم قبل نحو 30 ألف سنة. وموطنه هو النمسا، حيث اكتشفت معدات كانت تستخدم في حمامات الطين وتعود الى نحو 800 سنة قبل الميلاد. ثم انتشر استعمال الطين لدى شعوب عديدة كالرومان والفراعنة والفرنسيين في عهد نابليون. وأثناء الحرب العالمية الثانية، أعلن الزعيم النازي أدولف هتلر أن العلاج بالطين أمر يجب أن يمتاز به الشعب الألماني. ونشأة هذا العلاج في النمسا سببها وجود كميات كبيرة من الطين، أو الطمي، في منطقة نايتهارتنغ قرب جبال الألب، وهذا الطين غني بالمواد المعدنية والعضوية المتحللة والمواد الكيماوية.
يُعرّى المريض من ثيابه كلها ويغطّى جسده بالطين ويُعطى شراباً خاصاً ينبع من المنطقة نفسها، وهو يتميز بطعمه الكبريتي، ويساعد الجسم على التخلص من السموم ويطهّره من الفيروسات. ويعمل الطمي من الخارج عبر تسرّب المواد المفيدة فيه الى الجلد وإزالة الآلام التي يعانيها المريض. وقد تستغرق الجلسة وقتاً طويلاً يتعلّق بنوع الإصابة أو المرض ومدى جسامة كل منهما. ويستخدم الطين في معالجة أوجاع الرأس والمفاصل والجروح، كما يستفاد منه في تنقية البشرة وإكسابها مزيداً من النعومة، وخصوصاً بشرة الوجه. ودخل الطين عالم التجميل أيضاً، حيث يلفّ الجسم بلفائف من الشاش بعد دهنه (الجسم) بالطين وهذه الطريقة تعطي نتائج جيدة.
