ساهم معنا

رحلة “الجاكوزي” من العلاج للاستجمام

حوض ماء ارتبط ذكره بالثراء والفخامة، لا تكتمل تجربة الاستجمام دونه، لكن بدايته كانت لعلاج طفل يعاني من أوجاع الروماتيزم، إنه "الجاكوزي" الاختراع الذي أدخل الينابيع الساخنة الى المنازل. استخدام المياه الساخنة كوسيلة للاسترخاء أو العلاج لم يكن مفهوماً جديداً، فهو متوارث لدى الشعوب الذين كانوا يلجأون للينابيع الساخنة الطبيعية، التحدي أمامهم كان نقل المياه الساخنة المتدفقة خارج الينابيع، فمنهم من كان يرمي الأحجار الساخنة وسط الماء. أما الرومانيون فطوّروا أنابيب خاصة تنقل الماء الساخن من أفران كبيرة الى حوض الماء. الأمر هذا تغير في القرن العشرين مع هجرة عائلة إيطالية الى أميركا، في عام 1907 هاجر شقيقان إيطاليان باتجاه كاليفورنيا وأثناء دخولهما أخطأ موظف الهجرة بكتابة اسمهما الأخير فبدلاً من "لاكوزي" كتب "جاكوزي"، كانوا 7 إخوة أنشأوا شركة طوّرت منتجات عديدة من بينها مضخات مخصصة لسحب المياه من الأرض واستخدامها لري البساتين، أحد أطفال الإخوة السبعة أُصيب في عام 1956 بمرض الروماتيزم وهو لم يتجاوز الـ15 شهراً من عمره، فعمل الإخوة "جاكوزي" على تطوير مضخة تحوّل حوض الماء الى ما يشبه الينبوع الساخن لتخفيف آلام المرض عن الطفل. المضخة الأولى كانت محمولة وحملت اسم J-300 ونجحت بالمهمة، خضعت لاحقاً لعمليات تطوير كثيرة. وفي عام 1968 أطلقت الشركة "رومان" وهو حمام الجاكوزي الأول في العالم، الذي صنع للترفيه والاستجمام تم فيه تركيب مضخة مياه في حوض استحمام ساخن مزجت الهواء والماء معاً وأنتجت فقاعات. نجوم هوليوود هم أول من رحب بالفكرة، وظهر الجاكوزي في عدة برامج تلفزيونية فاكتسب شعبية كبيرة في سبعينيات القرن الماضي، ومن هنا طوّرت الشركة حمامات جاكوزي تتسع لأكثر من فرد واحد، وأضافت فلاتر وسخانات كي لا يضطر الشخص لتصريف ماء الحمام مع كل استخدام. عائلة جاكوزي جنت الكثير من المال مع نجاح الاختراع، لكنها واجهت في المقابل مشاكل داخلية بين أفراد العائلة خاصة بعد أن وصل عدد الأفراد العاملين في الشركة الى 257 فرداً، في عام 1979 المشاكل زادت وزادت معها الديون ما فتح المجال لاستحواذ شركات أخرى على "جاكوزي"، وغادرها مع الوقت أفراد العائلة حتى لم يبق أحد منهم اليوم سوى حمام الجاكوزي الذي يرافق المتعبين في راحتهم والسائحين في استجمامهم.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة