الواحة هي أرض وسط الصحراء يتوافر فيها الماء والنبات. وكان المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت أول من كتب في العالم عن الواحة فاعتبر أن "أجمل الواحات وأكبرها واشهرها هي مصر". والجدير بالذكر أن كلمة واحة في معظم اللغات الغربية (أوازيس) مشتقة من اللغة المصرية القديمة وقد انتقلت الى لغات الغرب غبر اللغة اليونانية.
لقد لفتت الواحات منذ قديم الزمان الأنظار إليها بما تمثله من تعارض صارخ بين خضرتها ومائها وعذوبة هوائها من جهة وبين رتابة الصحراء القاحلة المحيطة بها وقساوتها. وكانت الواحات تشكل محطات إلزامية تقصدها القوافل في حلها وترحالها مما دفع الرحالة وعلى الأخص اليونان والعرب منهم الى إفراد مكان بارز لها في كتاباتهم ومما جعل الشعراء لا يتركون مناسبة إلا ويتغنون بها.
وكان وجود الماء في الواحات في وسط الصحراء الشاسعة من الغرابة بحيث أن معظم مع تكلم عنها أو ارتادها اعتبرها معجزة إلهية. أما حالياً فإن الدراسات العلمية قد أثبتت أن العديد من الواحات قد نشأ واستمر بسبب العمل الإنساني المتواصل والحاجة الى محطات على خطوط التجارة العالمية التي كانت معظمها تمر عبر الصحاري، وأشهر الأمثلة على ذلك "تدمر" في بادية الشام والواحات الكثيرة المنتشرة في الصحراء الكبرى، والتاريخ حافل أيضاً بالأمثلة عن الواحات التي اندثرت بسبب عدم اعتناء البشر بها.