جدة واحدة من أقدم المدن في المملكة العربية السعودية. كانت وما زالت البوابة لزوار البيت العتيق القادمين بالبر أو البحر للحج أو التجارة. وقديماً كانت سهلاً منبسطاً على ساحل البحر الأحمر ومناخاً للإبل قبل الصعود الى مرتفعات الحجاز الى الوادي غير ذي الزرع. ويحكي التاريخ أنها كانت قرية تقوم على الصيد، وأن ماء الشرب فيها كان قليلاً يجلبه سكانها من تحت مرتفعاتها الشرقية وكانت مساكنهم عرائش متواضعة. وقد كانت هي مساكن لقبيلة قضاعة أو من نزح من قبائل معد بن عدنان في القرن الثاني قبل الميلاد، ومعد هو الجد التاسع عشر لرسول الله (ص).
وكانت جدة القديمة نموذجاً لمدنية إسلامية من طراز خاص. وكان أهلها يصممون بيوتهم بأنفسهم من الحجر الجيري المرجاني الذي كان يقتطع من شاطئ البحر، وكانت الأحجار غير المستوية الشكل تدعم بعروق خشبية لضبط المنسوب الأفقي للبناء. وكانت مآذن جدة البيضاء العالية هي العلامة المميزة لها يراها المرء من البحر على بعد كبير. وجدة هي الميناء الرئيسي للسعودية على البحر الأحمر.