ساهم معنا

أطفال في أقفاص معلّقة في الغرب!

كان رؤية طفل محبوس في قفص معلق على شرفات الشقق الصغيرة مشهداً مألوفاً في المدن المكتظة في أوروبا وأمريكا من عشرينيات الى خمسينيات القرن الماضي. لكن ما سبب انتشار هذا السلوك الغريب؟ كانت الشقق في المدن تشبه علب الكبريت بدون ساحات خارجية أو أفنية، فاقترح طبيب الأطفال الأمريكي "لوثر إيميت هولت" في كتابة "رعاية وتغذية الأطفال" في عام 1984 أن يضع الآباء سلة بجانب نافذة المنزل لتوفير الهواء النقي وأشعة الشمس للأطفال الذين يعيشون في الأبراج المرتفعة في المدن المكتظة، وذلك لتحسين صحتهم وجعلهم أكثر قدرة على مقاومة نزلات البرد. الفكرة لم تلق رواجاً آنذاك لكنها انتشرت بعد 38 عاماً. قبل أن تصبح الفكرة شائعة ومقبولة تقول "إليانور روزفلت" زوجة الرئيس الأمريكي السابق "فرانكلين روزفلت" في مذكراتها إنها في عام 1906 اشترت لابنتها قفصاً مصنوعاً من أسلاك الدجاج ووضعته في منزلها بنيويورك، وعندما رأى الجيران ذلك هددوها بإبلاغ جمعية منع العنف ضد الأطفال. طبّق بعض الآباء الآخرين فكرة الطبيب "هولت" بشكل أكثر خطورة مدفوعين بنوايا طيبة. وفي عام 1922 نالت امرأة أمريكية من واشنطن تدعى "إيما ريد" براءة اختراع لواحد من أقدم أقفاص الأطفال، وكتبت في طلب براءة الاختراع أن حلمها منح الأطفال فرصة للهروب من البيئات الحضرية المزدحمة. لقيت الأقفاص رواجاً في أمريكا وإنجلترا في ثلاثينيات القرن الماضي بسبب تسارع التحضر حيث أصبح 70% من الناس يعيشون في المدن مقارنة بعام 1860، حتى أصبح تجهيز الشقة بقفص للطفل ميزة إضافية، وأصبح يُروّج للقفص بين الناس. ربط البعض بين انتشار هذه الأقفاص والشعبية التي اكتسبتها فكرة التعرض للهواء النقي كحل سحري لعلاج مرض السل في عشرينيات القرن الماضي. رغم أن نوايا الآباء كانت طيبة فإن فكرة الأقفاص كانت خطيرة وغير آمنة وأثارت العديد من المخاوف مثل إمكانية سقوط الأطفال، وتعرضهم المكثف للضوضاء والتلوث في الشوارع المكتظة بالسيارات. انخفضت شعبية الأقفاص خلال الحرب العالمية الثانية ثم عادت الفكرة للرواج مرة أخرى، الى أن انتهت تماماً بحلول خمسينيات القرن الماضي مع تطور القوانين وتزايد مخاوف الآباء على سلامة أطفالهم.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة