الحمراء قلعة قديمة كانت قصراً لملوك غرناطة من العرب في الأندلس. وهي تعتبر حتى الآن احدى روائع الحضارة الإسلامية في الأندلس . ويشغل القصر جزءاً من القلعة رصت جدرانه بالأبراج التي تمتد حول قمة تل يشرف على المدينة. والتل شعبة من شعاب جبال نيفادة .. جبل الثلج. القلعة عبارة عن مدينة صغيرة مستقلة بنفسها، فيها صفوف من المنازل ذات الأسوار . أما القصر من الداخل فيبدأ مع قاعة فسيحة هي قاعة البركة، رصّعت أرضها بالمرمر الابيض، وزين كل ركن منها برواق عربي ذي اعمدة. وفي وسطها حوض عظيم للسمك يزخر بالأسماك الذهبية وفي الطرف الأعلى من القاعة يطل برج "قمارش" الكبير .
اما قاعة الأسود فتقوم في وسطها نافورة أحواضها مرمرية معرقة يحيط بها إثنا عشر أسدا. وقد زودت القاعة بأحواض الزهر، وحين يرنو الانسان ببصره الى الأروقة ذات الزخرفة الرائعة يحس مدى روعة الفن المعماري الإسلامي في كل ركن من أركان القصر، والزخارف التي تعلو الجدران، والقباب طليت بماء الذهب كما زينت الفجوات فيها باللازورد وألوان أخرى وضاءة وثابتة. وفي جانب من القاعة الكبرى باب غنى بزينته يوصل الى ردهة مرتفعة مرصوفة بالمرمر الابيض تسمى قاعة الأختين تعلوها قبة كأنها مصباح ينفذ منها ضوء لطيف ويمر منها الهواء متجددا.
والجزء الأدنى من الجدران مغطى بقرميد عربي جميل، وقد زین بعضه بشعار حكام غرناطة، بينما كتب على أعالي الجدران آيات من القرآن وأبيات من الشعر بخط عربي أو كوفي. أما برج قمارش فهو برج قوى التحصين عالي الإرتفاع. يتصل بردهة فسيحة شاهقة . وداخل البرج كانت قاعة الاستقبال للحكام المسلمين وهي لا تزال تحمل آثار العظمة السالفة . وقد كان قصر الحمراء هو آخر موقع غادره الأمير أبو عبدالله الأحمر آخر ملوك غرناطة مع انتهاء الحكم الإسلامي في الأندلس.