دودة الحرير وتسمى دودة القز، وهي تفرز خيوطاً بيضاء رقيقة وناعمة، أطلق عليها الإنسان اسم الحرير، وصنع منها أجمل الملابس، أما متى اكتشف ذلك فلا أحد يعرف على وجه الدقة، ولكن تحكي أساطير بلاد الصين القديمة أنه في عام 2700 قبل الميلاد، سقطت شرنقة دودة الحرير في كوب شاي ساخن كانت تشرب منه أميرة صينية، ومدت الأميرة لترفع الشرنقة التي انفك عنها الخيط بمجرد أن لمستها فأخذت تسحب خيطاً طويلاً من الشاي الساخن، ومن ذلك الحين عرف الصينيون الحرير، واستخدموه في صناعة المنسوجات الحريرية الزاهية، وعنهم عرف العالم "دودة الحرير".
ودورة حياة دودة القز، تبدأ عندما تضع الإناث البيض، ليفقس بعد عشرة أيام، وتخرج منه يرقات دقيقة تنتشر على أوراق التوت التي تعد غذاءها الرئيسي، وبعد خمسة وعشرين يوماً، يكتمل نمو اليرقة وتبدأ في غزل الشرانق. والحقيقة أن الشرنقة هي مرحلة اليرقة نفسها، ولكنها تكون مكسوة تماماً بخيوط الحرير الناعمة التي تبلغ عندئذ خمس وزن الشرنقة.
أما كيف تعد الدودة الحرير فهناك كيسان صغيران على جانبي جسم الدودة تختزن فيهما الحرير، كل كيس مرتبط بأنبوب خاص يوصل الحرير الى فتحة تقع تحت فمها مباشرة تسمى بالمغزل، ويتم انتاج الحرير خيطاً واحداً متصلاً، تربط الدودة بداية الخيط الى أقرب عمود كفرع الشجرة مثلاً، ثم تبدأ في لفه حول جسمها، لتتكون في النهاية الشرنقة، ثم تتحول الدودة الى فراشة داخل الشرنقة لا تلبث أن تطير الى الخارج لتتزاوج وتضع البيض.
ولا يترك لهذه العملية إلا عدد من الشرانق فقط، أما أغلبها الذي يستخدم يتم غزله، فيوضع في مبردات لقتل الديدان قبل أن تتحول الى فراش تخرج من الشرنقة وتقطع خيوطها، فتصبح غير صالحة للنسيج، بعدها توضع الشرانق في ماء يغلي، حتى ينحل عنها الصمغ الذي يجمع الخيوط الحريرية المتلاصقة، ثم تجهز الخيوط بطرق خاصة استعداداً لنسجها.