يسمى بالنمل الأبيض لأنه يشبه النمل العادي، كما أنه يعيش في مجتمعات كبيرة مماثلة، ومع ذلك فإنه طراز آخر، ومرتبة قائمة بذاتها، تعرف بمتماثلة الأجنحة، وتعتبر الصراصير أكثر الحشرات قرابة للنمل الأبيض، ويعيش هذا النمل بصفة أساسية في أفريقيا وآسيا وأمريكا وأستراليا، وهناك نوع أو نوعان يعيشان في جنوب أوروبا، وينعدم وجوده في بريطانيا. ويعيش هذا النمل في مجتمعات حيث يقوم الأفراد "العاقر" بكافة الأعمال، بينما يقتصر التكاثر على واحدة أو عدد قليل من الملكات، والشغالات في عش النمل كلها من الإناث، وتتزاوج الملكة مرة واحدة فقط، لا ترى بعدها زوجها مرة أخرى، يتغذى هذا النمل على المواد النباتية، وتعيش أنواع عديدة منه على الخشب فقط، والخشب الميت عادة، ونادراً ما تخرج الأنواع الآكلة للأخشاب الى النور، إذ تعيش تحت الأرض.
وتعتبر أعشاش النمل من المعالم الطبيعية الملفتة للأنظار، إذ تبدو أكبر هذه الأعشاش كالبرج الذي يصل ارتفاعه الى نحو 7 أمتار، بينما يبلغ قطره عند القاعدة حالي 17 متراً، وتتكّون مادة البناء من الطين أو الخشب العفن، أو في أحوال كثيرة من إفرازات الحشرة، وتبني الأعشاش الكبيرة المقامة فوق السطح من مادة لاصقة مكونة من لعاب الحشرة وإفرازاتها التي تتحول الى مادة شديدة الصلابة، ويتكون العش من الداخل من مجموعة من الأنفاق والحجرات، ويشارك النمل الأبيض في عشه في أحوال كثيرة كائنات أخرى من الحشرات والذباب، وتقوم شغالات النمل الأبيض بإطعام يرقات هذه الذبابة في أفواهها، كما أنها تعاملها بدلال ويحرس هذا العش جنود يتميز كل منهم بفك قوي لمجابهة الأعداء، بينما تتخذ رؤوس بعضها الآخر هيئة الخرطوم، لتقذف سائلاً لزجاً على أعدائها مما يسبب لها شللاً كاملاً.