اشتهر "الديك الرومي" بأنه طعام الملوك، وربما يرجع ذلك الى ما يتميز به لحمه من ارتفاع نسبة البروتين، وانخفاض كمية الدهون، فما حكايته؟ .. ينحدر الديك الرومي من سلالة الطيور التي تؤكل لحومها مثل البط والدجاج، وهو طائر لا يطير بسبب ثقل جسمه.
عرف في الشرق منذ زمن بعيد، وهو أهم صنف على موائد الأعراس، والمناسبات الخاصة، يقدم محشواً بالأرز والمكسرات. وقد عرفه الإنجليز على يد بعض التجار الأتراك سنة 1520، ولذلك يسمى في اللغة الإنجليزية "الديك التركي" بعد ذلك صار يقدم في الولائم على أن لحمه متميز. ويحتوي لحم الرومي على سعرات حرارية قليلة، ويقدم لنا مع ذلك قدراً هائلاً من البروتين، مع مقادير وفيرة من الكالسيوم والحديد والفيتامينات، ويكاد يخلو من الكولسترول، إذ يحتوي على 10% من الدهون، وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع اللحم البقري الذي يحتوي على نسبة دهون تصل الى 25%.
الولايات المتحدة أكثر الدول إنتاجاً للديك الرومي، وتصدر نسبة عالية من انتاجها منه في أشكال مختلفة، وتجري عمليات التلقيح الصناعي في مزارع للديك الرومي سنوياً، وعلى نطاق واسع بهدف تهجين أنواع جديدة، تكون مكتنزة اللحم لتحقيق أكبر فائدة منها.
يستخدم لحمه في كل أغراض الطهو تماماً كلحم البقر، أو الضأن فهو يقدم مع الخضر مع الصلصات المختلفة، ويؤكل مقلياً أو مشوياً أو مسلوقاً، ويمكن تناوله محفوظاً، فهو يعلب في أكثر من خمسيت نوعاً في كل أنحاء العالم. ومعظم الشعوب تبتكر أطباقاً جديدة من لحم الديك الرومي، ففي أسبانيا يهتمون بتزيين المائدة بالديك كاملاً بعد سحب العظام منه، وحشوه بأنواع الأكباد واللحوم والخضر المقطعة، وفي إيطاليا يستخدم الطهاة لحم صدره في صنع أشهى أنواع اللحم المقلي، ويقدمه الفرنسيون مع الكبد والبطاطا المقلية. ويقول أحد المتحمسين للحم الديك الرومي، إن أي طعام من اللحم تفكر في صنعه يمكنك إعداده من لحم ذلك الطائر.