عندما يضيق بنا الحال في مكان ما، نحزم الحقائب وننطلق بحثاً عن أرض جديدة. لا تقتصر الهجرة على البشر بل جل الكائنات الحية بما فيها الأشجار التي تئن في صمت، فما الذي حلّ بالأشجار؟
اقتلع البشر منذ نحو 12 ألف عام نصف أشجار العالم تقريباً، وتراجعت رقعة الغابات منذ الثورة الصناعية بنسبة 32%، فباتت الأشجار تحاول الانتقال الى أرض مرتفعة بحثاً عن أراض مناسبة للبقاء حية، ومع تسارع الاحترار المناخي بوتيرة متزايدة لن تكون هذه الهجرة ضرورية فقط للأشجار. فمختلف الكائنات الحية بحاجة ملحة للأشجار، إذ تتخذها الطيور والحيوانات مأوى لها، وتختزن الأشجار كميات هائلة من ثاني أوكسيد الكربون وتدعم مختلف النظم الغذائية.
دون أقدام أو أجنحة ترفرف يمكن للأشجار الترحال قد تستغرق عقوداً أو قروناً من الزمن لكنه واقع لا محالة. في شرق الولايات المتحدة، تحركت أشجار الشوكران مسافة 13 كيلومتراً باتجاه الشمال، بينما تحركت أشجار الزان مسافة 12 كيلومتراً غرباً، على مدار العقود الثلاثة الماضية في محاولة للبحث عن فرصة جديدة للحياة.
