قبل عصر الرحلات الشهيرة الى القمر خلال الفترة بين (1969 – 1972)، وحمل الرواد الـ12 الذين هبطوا عليه وتحركوا فوق سطحه، كمية من حجارة وتراب القمر بلغ وزنها 382 كيلوغراماً، كانت الأسئلة المتصلة بكيفية نشأته وارتباطه بالأرض التي يدور حولها، تثير الجدل والاختلاف بين العلماء وبين من يرى أن القمر كان جرماً شارداً في الكون، ثم اقترب من الأرض وشدّته جاذبيتها ليدور حولها، وبين من يعتقد أنه كان جزءاً من الأرض إنفصل عنها بسبب حادث غامض، وظل يدور حولها.
ثم جاءت الدراسات الدقيقة لصخور القمر، تقدّم للعلماء رؤية أخرى، فقد بيّنت أن للأرض والقمر كميات متماثلة من نظائر الأكسجين، مما يوحي بأنهما من طبيعتين متقاربتين، لكن معلومات أخرى حصل عليها العلماء من مقاييس الزلازل التي تُركت على سطح القمر، ومن دراسة الصخور التي أُخذت من ستة مواقع مختلفة على القمر، تشير الى وجود اختلاف في التركيب الكيماوي بينهما، الأمر الذي يتعارض مع إنفصاله من كتلة الأرض في الماضي البعيد، وعلى سبيل المثال، يفتقر القمر الى أي فلزات حاملة للماء، إذ أنه جاف تماماً، ويفتقر أيضاً الى أنواع من المواد الطيّارة، بدءاً من الشائعة مثل البوتاسيوم والصوديوم، وانتهاء بمواد ضئيلة جداً للبزموث والثاليوم. كما أن معظم المواد موجود بوفرة غريبة، مثل الألومنيوم والكالسيوم والثوريوم، وبتركيز يفوق الموجود فيها على الأرض بنسبة تصل 50%، كما أن نسبة تركيز أكسيد الحديد والمغنيسيوم أعلى من مثيلاتها على الأرض بنحو 20%، ولو كان القمر نشأ من إنفصال كتلة ضخمة من كوكب الأرض لكانت جميع المواد متماثلة، لذلك يواصل العلماء البحث عن السر الغامض لنشأة القمر وارتباطه بالأرض.