الأسفنج يعتبر أغرب مخلوق في الوجود، فهو بلا رأس ولا قلب ولا أطراف ولا أمعاء، رغم أنه يتكون من آلاف الخلايا الحية، ويمتد حجم المستعمرة الأسفنجية عشرات أو مئات السنتيمترات. في الماضي اعتقد العلماء أن هذا المخلوق ينتمي الى عالم النبات، لكن الأبحاث أثبتت أنه أحد أعضاء المملكةالحيوانية، رغم سكونه وانعدام حركته.
والأسفنج يتكون من مملكة غريبة، يمارس فيها كل فرد حياته وحده، يلتقط الغذاء، ويتخلص من النفايات، رغم ارتباط جميع خلايا الأسفنج بكيان كبير اسمه المستعمرة الأسفنجية، وفي العالم يوجد حوالي 500 نوع، تستوطن الشعب المرجانية وقيعان البحار وأعماق المحيطات.
أول تاريخ لصيد وتجارة الأسفنج، جاء في ملحمة يونانية قديمة لشاعر اسمه هوميروس، وأشار الى صيده والاستفادة منه، وبعد هوميروس انتشر صيد الأسفنج في العصر الذهبي القديم للإغريق، ثم الامبراطورية الرومانية، حيث استخدم في المنازل للطلاء وتنظيف أوعية الطعام، وبعد ذلك استخدم الأسفنج لي في صناعات عديدة، من بينها مستحضرات التجميل.
لكن صناعة الأسفنج الطبيي أخذت تتراجع منذ الخمسينات، بعد ظهور الأسفنج الصناعي، الذي يباع بثمن يقل كثيراً عن الأسفنج الطبيعي، وإن كان الأخير ما يزال يقبل عليه أصحاب الخبرة والجودة من رجال الصناعة، ويعتبرونه نموذجاً يستحيل تقليده بالمنتجات الصناعية.