ساهم معنا

الأسقربوط .. قاتل البحارة

قبل قرون عدة جنت أوروبا ثروات هائلة بفضل الرحلات البحرية الاستكشافية، إذ عبر البشر المحيط الأطلسي والهندي والهادي، لكنها في الوقت ذاته دفعت ثمناً باهظاً. موت نحو مليوني بحار بسبب مرض غامض، أُطلق عليه اسم داء "الأسقربوط" أو (طاعون البحر)، كان هذا الداء مسؤولاً عن وفيات أكثر مما تسببت به العواصف وأهوال البحار وجميع الأمراض السائدة آنذاك، خسر الرحالة "فاسكو دي غاما" ثلثي طاقمه، ومات نصف طاقم "ماجلان" خلال رحلة عبوره للمحيط الهادي بسبب الأسقربوط. عصف هذا المرض بعقول وأجساد البحارة، لكن التشخيص السليم استعصى على الأطباء لفترة من الزمن. كانت المشكلة في جلّ الرحلات البحرية أن طاقم السفن يمكث في عرض البحر لمدة طويلة، ما يعني أنهم يعيشون على الأطعمة المحفوظة التي تنقصها الفيتامينات عكس الخضروات والفواكه الطازجة. عانى البحارة من مشكلات صحية أبرزها: إرهاق شديد وجسم هزيل، نزيف اللثة وتساقط الأسنان، ظهور الجروح المتقرحة، لينتهي مصير البحار بالموت إثر النزيف المستمر. كان الحل الوحيد لمواجهة هذا المرض ووقف تفشيه هو التخلص من البحارة المصابين في عرض البحر. في عام 1747، أجرى الطبيب الأسكتلندي "جيمس ليند" بعض التجارب على البحارة المصابين، وتمكن من اكتشاف دور الحمضيات في الشفاء من هذا المرض، استمر الحال هكذا لقرون وبحلول عام 1933، نجح كل من "نورمان هاورث" و"تاديوس ريشتاين" في إنتاج "فيتامين سي" كيميائياً. ليطوي العالم صفحة من أكثر الصفحات رعباً في تاريخه.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة