تفنن المسلمون بإضاءة أحيائهم ومساجدهم، وعُرفوا بذلك على مر التاريخ، فإذا جاء رمضان تضاعفت الإنارة والأضواء. تذكر كتب التاريخ أن عمر بن الخطاب كان أول من علّق المصابيح في المسجد النبوي، عندما جمع الناس في التراويح على إمام واحد، فكان هذا أول ربط بين الإضاءة الاستثنائية بالقناديل وبين ليالي رمضان. لم تلبث القناديل أن صارت جزءاً من نفقات المسجد التي تُصرف من خزينة الدولة؛ فقد أجرى الخليفة الأموي والصحابي معاوية الزيت لقناديل المسجد من بيت مال المسلمين. أما المصريون المشهورون بفوانيس رمضان فقد زادوا على إضاءة قناديل رمضان الزيتية إيقاد الفوانيس الشمعية تأثراً بجيرانهم الأقباط. لتتحول عبر الأزمان الفوانيس والقناديل شعاراً لرمضان يميزه عن شهور السنة ومواسمها، فصارت الإضاءة الاستثنائية في ليالي رمضان جزءاً من تقاليد هذا الشهر الفضيل التي يعرف بها.