بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، اعتبرت أوروبا أن غزو السوفييت قادم لا محالة، ولمثل هذا اليوم أعدت “جيشاً سرياً” تم تدريب أعضاؤه على يد قدامى المحاربين في العمليات الخاصة البريطانية تلقى تمويله بطريقة سرية وغير قانونية، وانتشر عناصره في أوروبا بداية من ألمانيا وفرنسا وانتهاءً بتركيا. كان هذا الجيش يتبع حلف الناتو تنظيمياً لا رسمياً، وتلقى الدعم من مختلف وكالات الاستخبارات الغربية وعلى رأسها CIA، سمي “غلاديو” تيمناً باسم السيف الروماني الذي يحمله مصارعو “الغلادياتور”.
لكن عناصر جيش الناتو السري تحولوا من المقاومة الى قتل وإرهاب المواطنين وتورطوا في صفقات مخدرات واغتيالات وهجمات عنيفة على اليساريين والاشتراكيين بأعداد لا تحصى آخرها “مذبحة بيتيانو” التي راح ضحيتها 3 أفراد من الدرك الوطني الإيطالي عام 1972، عندما أُلصقت التهمة باليساريين اكتشف قاضي التحقيق مسؤولية “غلاديو” عن الحادث بسبب عدة تناقضات في التحقيق، وهو ما أكده رئيس الوزراء الإيطالي “جوليو أندريوتي” أمام مجلس الشيوخ الإيطالي عام 1990. أثار صدمة في أوروبا، وفي الشهور التالية حُلّت جميع شبكاته في صمت.