ساهم معنا

التيراكوتا .. جيش الطين العظيم

جيش مهيب يقف على أهبة الإستعداد بانتظار إشارة من إمبراطوره. الإمبراطور مات منذ آلاف السنين لكن جيشه العظيم لا يزال قائماً، رغم أنه توارى عن الأنظار وبقي مدفوناً تحت الأرض الى أن قادت صدفة لاكتشافه، إنه جيش التيراكوتا في الصين. عام 1974 قادت الصدفة بعض الفلاحين في مقاطعة شانسكي الصينية لاكتشاف جيش الصين العظيم حينما كانوا يحاولون حفر بئر على بعد 1.5 كيلومتر شرقي مقبر الإمبراطور "تشين شي هوانغ". الحفريات كشفت عن قلعة مترامية الأطراف مدفونة منذ أكثر من ألفي عام تضم جنوداً وخيولاً مصنوعة من الطين إضافة الى أسلحة ومجوهرات تابعة لمقبرة الإمبراطور، كل جندي منهم مصمم بوجه وجسد فريدين وبحجم مطابق لأحجام البشر في الواقع، أكثرهم طولاً هم الجنرالات وأقصرهم هم المشاة العاديون والذين يرتدون ملابس تتطابق مع رتبهم العسكرية. الجيش هذا يعتبر شكلاً من أشكال الفن الجنائزي، فقد دُفن مع الإمبراطور "تشين شي هوانغ" بهدف حمايته في حياته الأخرى، وشيدت المقبرة لتكون صورة مصغرة عن القصر الإمبراطوري، تحيط بها جدران قوية ومدخل وتضم عدة قاعات ومكاتب وإسطبلات وحتى حديقة تشبه تلك الموجودة في القصر الأصلي. أما مصطلح تيراكوتا فيعني الطين المحروق، فقد استخدم في تشكيل جذع المحاربين ثم صلب بالفرن وأضيفت له لاحقاً الأطراف وملامح الوجه. استغرق بناء الجيش عقوداً كاملة ومات العديد من العمال في سبيل ذلك. الإمبراطور ومن جاء من بعده من سلالته أنفقوا أموالاً طائلة من خزانة الإمبراطورية لتشييد هذا الجيش الطيني العظيم. المؤرخ تشيان تحدث عن المقبرة في سجلاته التي كتبت بعد قرن من بنائها، ويرجح أن البداية كانت عام 246 قبل الميلاد بعد فترة وجيزة من تولي الإمبراطور هوانغ الحكم. عام 2007 أشارت لوجود 8000 جندي و 150 آخرين يمتطون الخيول و130 عربة يقودها 520 حصاناً، كما تم العثور على شخصيات غير عسكرية ضمت مسؤولين رسميين وبهلوانيين وموسيقيين. العلماء اكتشفوا حتى الآن أربع حفر في المقبرة احتوت ثلاث منها على الجيش العظيم الذي يضم ثمانية آلاف جندي فيما كانت الرابعة فارغة لتدل على أن المشروع الأصلي لم يكتب له الاكتمال. المنطقة تلك تحولت الى متحف وبني فوقها هيكل لحماية الآثار، وفتح الباب أمام الزوار للاطلاع على أسرار الجيش العظيم بأنفسهم.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة