علماء النفس يعرفون منذ زمن طويل أن الألوان مثل الأحمر والأزرق والنفسجي وغيرها، تؤثر على حالتنا النفسية وتشيع الهدوء والبهجة أو العكس. التفسير الجديد لهذه الظاهرة، يشير الى أن العين البشرية حساسة لمختلف الألوان، فلكل لون موجة ذات طول محدد، تصل الى الخلايا المخروطية في قاع العين، فتطلق إشارات خاصة الى المخ، لتبدأ سلسلة من العمليات الهرمونية والكيميائية في الجسم، تنتقل عبر الجهاز العصبي معبرة عن الإحساس باللون، الأمر الذي يؤدي في النهاية الى التأثير النفسي، وقد استفاد أصحاب المطاعم وأماكن الترفيه من هذه الحقيقة، فاختاروا الألوان المنشطة للمخ والفاتحة للشهية لطلاء جدرانها، لجذب المزيد من الزبائن.
كما قرر بعض خبراء السفن الحربية والتجارية الكبيرة، اختيار اللون الذي نطلق عليه “البيج” باعتباره يساعد على التركيز والنظام، بل واختيار ألوان بعينها لطلاء فصول بعض المدارس، للمساعدة على التركيز والحد من الميول العدوانية. وامتد تأثيرها الى الضريرين، رغم أنهم لا يبصرون، فالألوان بما تحمله من مواد كيميائية، تؤثر على المخ مباشرة، عبر أجهزة الإحساس المختلفة في الجسم، من الجلد والبشرة حتى الأذن والفم وغيرها.
ويقول فريق من العلماء، أن تأثير الألوان يمتد الى الحيوانات في حظائرها، وخلايا نحل العسل، فعند طلاء جدران هذه الخلايا باللون البنفسجي، يزيد انتاج العسل، ويؤثر على نشاط الشغالات أيجابياً، وحتى لعب الأطفال يختار الخبراء ألوانها بما يسهم في تنشيط انتباه الطفل وتطوير مهاراته اليدوية!.