قصة مثَل .. “بعد خراب مالطا”
بعد خراب مالطا، مثل شائع يستخدم للتعبير عن المواقف التي تأتي بعد فوات الأوان وما عاد لها من فائدة ولا طائل.
ولخراب مالطا قصة بدأت حين احتل الجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت جزيرة مالطا عام 1798 ميلادية، بحملة عسكري من 30 ألف رجل مدجج بأحدث المدافع والأسلحة الفرنسية. توقفت القوة الفرنسية في طريقها لغزو الى مصر في مالطا، طلب بونابرت إمدادات من فرسان الاسبتارية أو فرسان القديس يوحنا الأورشليمي بقيادة "فرديناند فون هومبتش زو بوليم". رفض السيد الأكبر طلب بونابرت السماح لكامل سفنه بدخول ميناء غراند هاربور والحصول على الإمدادات، وأصر على أن حياد مالطا يعني أن سفينتين فقط يمكن أن تدخلا في وقت واحد. غضب بونابرت وأمر على الفور أسطوله بقصف العاصمة فاليتا (عاصمة مالطا التي أسسها جان دي لافاليت، قائد فرسان الاسبتارية)، وسرعان ما أُنزلت قوات بونابرت في خيلج سانت بول شمال مالطا. أبدى جماعة القديس يوحنا بعض المقاومة لكنهم استسلموا أمام شدة مدافع الفرنسيين.
استمر الاستعمار الفرنسي لمالطا حولين كاملين حتى عام 1800، عاث فيها الجند الفرنسي نهباً وتخريباً، ودمروا قصورها وكنائسها، ففر أهلها طالبين النجاة الى جزيرة صقلية. واستمر احتلال مالطا وتخريبها حتى تحريرها على يد الإنجليز عام 1800 بقيادة السير ألكسندر بول، فشاع المثل "جاء بعد خراب مالطا" أي أن بريطانيا جاءت متأخرة جداً لإصلاح ما دمرته فرنسا هناك.