ساهم معنا

ما قصة شعب الماوري؟

تتعدد الروايات التاريخية حول أصول شعب الماوري، لكن أكثر المؤرخين يتفقون على أنهم من البولينيزيين الذين عاش أسلافهم في منطقة تايوان ثم بدؤوا بالهجرة الى نيوزيلندا منذ القرن الثالث وحتى القرن الثالث عشر للميلاد، وهناك أسسوا مجتمعاتهم القائمة على القبلية وشبه القبلية. برع الماوري في صناعة النسيج وحفر الخشب، وكانوا يزينون واجهات أكواخهم بعناية بالغة ويصنعون تماثيل خشبية لأسلافهم. وفقاً لأعراف هذه المجتمعات فإن الأشخاص والممتلكات مقدسة يُحرم إيقاع الضرر عليها، ومن المحظورات أيضاً لمس رأس الشخص احتراماً له. عام 1642 شهد أول تماس للماوري مع الأوروبيين، بعد وصول المستكشف الهولندي "أبيل تسمان" الى إحدى جزر نيوزلندا، لكن الماوريين ردوا بإطلاق النار على سفينة تسمان، الذي هرب بعد مقتل بعض مرافقيه، وبعد أقل من قرن ونصف عاد الأوروبيون الى هذه الأرض في حملتين اسكشافيتين الأولى للبريطاني "جيمس كوك" الذي وصل الى خليج الفقر في عام 1769، والثانية للمستكشف الفرنسي "جان فرانسوا ماري دي سورفيل" في العام نفسه، انتهت بهذا عزلة نيوزلندا بعد أن كانت العلاقة بين شعب ماوري والأوروبيين تقتصر على التجارة. اشتعلت أحداث العنف عام 1809 وشيطن الأوروبيون نيوزيلندا، وأطلقوا عليها اسم "جزر آكلي لحوم البشر" بهدف الاستيطان فيها، ثم بدأت حرب المسكيت التي تخللتها 3 آلاف معركة وغارة، أدت الى فقدان بين 20 و 40 ألف إنسان واستعباد عشرات الآلاف من الماوريين وقتل خمسهم. وتغيرت الحدود الإقليمية القبلية تماماً قبل فرض الحكم الاستعماري. في أربعينيات القرن التاسع عشر وقبل دخول القرن العشرين كانت نيوزيلندا بالكامل تحت سيطرة الاستعمار البريطاني إما بالحروب وإما باتفاقيات مذلة، واستمر وصول المستوطنين حتى بلغ عددهم 700 ألف، وتراجع عدد السكان الأصليين الى نحو 40 ألفاً، وكان من المرجح بقوة اختفاء نسلهم تماماً، قبل أن يعودوا للتأقلم ويبلغ عددهم اليوم نحو 600 ألف نسمة. وفي العصر الحالي يتمسك أفراد الماوري بتراثهم وعاداتهم تمسكاً كبيراً، وينظر الى فئة كبيرة منهم على انهم شخصيات وطنية رئيسية، ويتمتعون بشهرة عالمية مثل مغنية الأوبرا "دام كيري تي كاناوا" والمخرج السينمائي "لي تاماهوري" والممثلة "كيشا كاسل هيوز" ولاعب الغولف "مايكل كامبل".
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة