بهدف العثور على الموقع الأقدم والأكثر فرادة في جميع أنحاء سريلانكا ستحتاج الى النظر عالياً، قد يظن الناظر الى صخرة "سيغيريا" بارتفاعها الشاهق الذي يتجاوز 300 متر أنها مجرد صخرة عادية مثيرة للإعجاب، لكن مظهرها الطبيعي يخفي تفاصيل مذهلة لقلعة حصينة تربض فوقها.
في أواخر القرن الخامس الميلادي، اختلف الأمير "كاسيبا" مع والده الملك حول أحقيته بخلافة العرش، قاده هذا الخلاف الى قتل والده والاستيلاء على الحكم، أما أخوه الأكبر وولي العهد الشرعي فقد فرّ بجلده هارباً الى الهند. خوفاً من عودة أخيه للثأر والانتقام قرر الملك الغاصب "كاسيبا" بناء قلعته فوق الصخرة ظناً منه أن ذلك سيوفر له الحماية لم يدم حكم "كاسيبا" طويلاً إذ عاد أخوه لاسترداد حقه والانتقام لأبيه. أصبحت الصخرة بعد ذلك ديراً للرهبان البوذيين واندثرت معالمها بعد ذلك حتى أُعيد اكتشافها عام 1831.
اسم الصخرة "سيغيريا" أي "صخرة الأسد"، وقد نُحتت مخالب أسد عملاقة على جانبي المدخل المؤدي الى أعلى الصخرة. يضم المجمع المتكامل قصراً علوياً وقصراً سفلياً وحدائق بهية غنّاء، القصر العلوي يعد أقدم قصر قائم في سريلانكا يضم حدائق مشذبة وأحواض مصممة لحفظ مياه الأمطار. التفاصيل المعمارية المذهلة أكسبت الموقع أهمية عالمية حتى أُدرج ضمن مواقع التراث العالمي وأطلق عليه اسم "أعجوبة العالم الثامنة".