وجوه مخيفة ونظرات مرعبة تلاحقك مع كل خطوة، إن صدف ودخلت عن طريق الخطأ الى هذا المكان فستحبس أنفاسك حتى تخرج منه. آلاف من المدمنين والمشردين يفترشون أرصفته رغم أنه حي من أحياء أكثر الولايات الأميركية ثراء، إنه حي "سيكد رو" الحي الأكثر رعباً في أمريكا.
هذه المنطقة تقع وسط مدينة لوس أنجلوس وتعرف رسمياً باسم "سنترال سيتي إيست" ولكن اسمها الشائع هو حي "سكيد رو"، الفترة بين عامي 1950 و 2000 شهدت تدمير أكثر من 15 ألف شقة فندقية كانت تؤوي العمال والفقراء فيها، فوجد الكثير من المعدومين أنفسهم مشردين في الطرقات، ولجأوا الى أرصفة هذا الحي حيث يعيشون ويبيتون في العراء. المنطقة هنا تعج بالعاطلين عن العمل والسكارى ومدمني المخدرات وحتى أصحاب الأمراض العقلية الذين تم طردهم من المستشفيات.
يؤوي حي "سكيد رو" حوالي 5 آلاف مشرد، وفقاً لآخر إحصاء في عام 2020، الوضع في هذا الحي مزر ومأساوي فالقاطنون هنا معرضون لكافة أنواع العنف الجسدي والنفسي والجنسي من قاطنين آخرين، وكثيرا ما تتكرر حوادث الاعتداء في هذا الحي وهو ما يفسر التواجد المكثف للشرطة في المنطقة.
يعد تعاطي جرعات زائدة من المخدرات والكحول السبب الأكبر لوفاة المشردين بنسبة 27%، أما العنف فمسؤول عن وفاة 24% والقتل العمد تسبب بوفاة 6% من المشردين وفقاً لتقرير رسمي صادر عن مؤسسة الصحة العامة في لوس أنجلوس. منطقة "سكيد رو" برمتها تحوي 9 دورات مياه فقط لجميع المشردين فيها دون وجود صابون أو مناديل، ولا يوجد فيها صناديق قمامة أو مياه نظيفة للشرب، كما أن بعض متعاطي المخدرات يستخدمون الحقن الملوثة وهو ما يزيد من انتشار الأمراض الخطيرة بينهم.
لا ينصح أبداً بالذهاب لهذا الحي السيء السمعة، لكن في حال اضطر أحدهم لفعل ذلك، فيفضل أن يكون في وضح النهار وألا يتصرف الشخص فيها كسائح وألا يطيل النظر الى من حوله وأن يبقي رأسه منخفضاً ويسير بسرعة معتدلة في الطرقات، فقد يتعرض الشخص لمحاولة نصب من المشردين. كما لا ينصح بركن السيارة في منطقة قريبة وتركها، لأنها قد تتعرض إما للسرقة أو الاقتحام أو قد يستوطنها أحد المشردين ببساطة.
الحكومة حاولت إيجاد حلول لهذه الأزمة، كإعلانها عن مشروع إيواء المشردين الذي سيبني 10 آلاف شقة سكنية، إلا أنه سيأخذ وقتاً طويلاً لينجز. كما أعلنت عن خطة تسمح لملاك العقارات ببناء مساكن في فناء منزلهم الخلفي بتمويل من الحكومة لإيواء المشردين لكن هذه الخطة لم تلق استحساناً من أغنياء المدينة، الذين أطلقوا شعاراً بعنوان "ليس في فناء منزلي".
