قارة بأكملها أفلست في وقت متزامن، وتسبب ذلك بإشعال حرب شهيرة وسقوط أنظمة في الثمانينيات. واجهت أميركا اللاتينية أزمة ديون غير مسبوقة، بدأت عندما حصلت دول مثل المكسيك والبرازيل والأرجنتين على قروض ضخمة من البنوك الغربية مستفيدة من الفوائض المالية الناتجة عن أرباح النفط، واستُخدمت هذه القروض لتمويل مشاريع تنموية دون رقابة فعالة. في أوائل الثمانينيات رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بشكل حاد، ما جعل كلفة الفوائد باهظة، بالتزامن تراجعت أسعار السلع التي تعتمد عليها صادرات أميركا اللاتينية فقلّت الإيرادات. في عام 1982 أعلنت المكسيك عجزها عن السداد، ما أشعل أزمة شاملة وشهدت الدول انهياراً في قيمة عملاتها، العواقب استمرت فمن أجل ترحيل أزمتها غزت الأرجنتين جزر الفوكلاند البريطانية، فتدخلت بريطانيا عسكرياً وهزمت الأرجنتين، وبسبب ذلك انهار النظام العسكري الأرجنتيني وتبعته بقية الأنظمة العسكرية في القارة. أدت الأزمة الى ما يعرف بـ "العقد الضائع" حيث توقف النمو الاقتصادي وازدادت معدلات الفقر، ولم تتعاف الدول منها تماماً حتى اليوم.