في الانتظار، يصيبني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة .. أبدع الشاعر الفلسطيني محمود درويش بهذا البيت في وصف القلق الذي يعترينا عندما ننتظر حدوث شيء ما. يرتبط الانتظار بالقلق نتيجة شعورك بعدم اليقين وفقدان السيطرة، وبما أنك تتوقع حدوث السيناريوهات الأسوأ ستفرز هرمونات التوتر كالأدرينالين والكورتيزول. وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً: هناك جزآن في الدماغ يتفاعلان مع الانتظار؛ اللوزة الدماغية التي تكون بمثابة نظام إنذار يراقب المخاطر المحيطة ومستوى القلق والخوف المترافق معها، والقشرة الدماغية المسؤولة عن وظائف الانتباه والإدراك والتفكير والتي تحلل ما تعنيه حالة الانتظار. ونظراً لأنك تركز غالباً على تهويل المجهول الخارج عن السيطرة يزداد خوفك وقلقك ما ينبّه اللوزة الدماغية الى احتمالية وجود خطر فترسل إشارة بذلك الى جذع الدماغ والجهاز العصبي لتنشط استجابة الخوف التي تعني ازدياد معدل النبض وتوتر العضلات وضيق التنفس.