سكن الإنسان يتحدد أحياناً حسب طبيعة الحياة والبيئة التي يعيش وسطها. فلو اتجهنا شمالاً نحو كندا وآلاسكا لرأينا أن مساكن الأسكيمو التقليدية هناك لها شكلها الخاص والذي تنفرد به. مسكن الأسكيمو الشتوي يسمى "إيجلو" وهو مبني من قطع الجليد والثلج، يتم قطع كتل الجليد المتجمد ورصفها فوق بعضها على شكل قبة مستديرة واسعة بما فيه الكفاية، ولها مدخل على شكل نفق، تكون القبة على ارتفاع كافٍ وتعتبر ملجأ جيداً في داخله الأسرة طوال شهور الصقيع، ويحميها من العواصف الثلجية والرياح الشديدة القارصة. وعلى الرغم من أن هذا المكسن مبني بالجليد غير أنه دافئ من الداخل لأن جدرانه الجليدية تعتبر عازلاً جيداً يمنع تسرب البرودة ويحافظ على الدفء بالدخل، فالجليد أو الثلج المستخدم في البناء عازل يمكن الاعتماد عليه لأنه مشبع بالهواء المحبوس بداخله، ما يمتع تغلغل البرودة من الخارج الى الداخل. وتحتفظ العائلة بقنديل يضاء بزيت أو شحم الفقمة لإنارة السكن وتدفئته. يدخل أفراد الأسرة الى مسكنهم زحفاً عن طريق (النفق - المدخل) الذي يمنع في الوقت نفسه تسرب العواصف الجليدية الى داخل المسكن وتنام الأسرة على سرير من الثلج مغطى بالجلود والفراء، وعندما ينتهي فصل الشتاء الطويل يذوب جليد "الإيجلو" ولذلك المسكن الصيفي للأسكيمو عبارة عن خيمة تدعى "توبيك" مصنوعة من جلود الفقمة أو القماش السميك.