بات الصغير قبل الكبير اليوم يعرف ان خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث تتجسس علينا. او لنقل تغليبا لحسن النية تستمع إلينا. فبمجرد تحدثك عن موضوع ما مع أحد أو طرحك اسئلة تتعلق بمنتج أو بلد أو غيرها، يلتقط هاتفك الذكي أو جهاز كمبيوترك المحمول الكلمات المفتاحية التي يفهمها جيداً ليقدم لك تاليًا عرضًا لما كنت تتحدث عنه أو تحتاجه وكأن الأمر صدفة بحتة، الى هنا الأمر مفهوم ومنطقي وحتى مقبول. لكن سيناريو آخر بات يتكرر كثيرًا منذ فترة، غريب ومريب ولا يجد غالبيتنا شرحاً، موضوع ما دار في رأسك لم تقل كلمة عنه ولم تشاركه لا شفهياً ولا كتابياً مع أحد، ومع ذلك تمسك هاتفك لتتفاجأ به أمامك، كيف؟ هل باتت الخوارزميات تقرأ الأفكار أيضاً؟ هناك تفسيرات عدة، لكن لا أحد يدعي معرفة الحقيقة المطلقة، إثارة هذا الموضوع وكثرة التساؤلات حوله أعادت الى الأذهان الفكر الثوري الذي لطالما آمن به وعمل عليه العالم الصربي الأمريكي الشهير "نيكولا تسلا" منذ أكثر من قرن من الزمن والمتعلق بالطاقة الأثيرية القائمة على الترددات والذبذبات، يقول تسلا: "إذا كنت تريد اكتشاف أسرار الكون ففكر في الطاقة والتردد والاهتزاز". ويؤكد تسلا أن نظامنا البيولوجي بأكمله الدماغ والأرض نفسها يعملان على نفس الترددات تتراوح موجات ألفا في الدماغ البشري بين 6 الى 8 هيرتز والرنين الكهربائي للأرض بين 6 الى 8 هيرتز أيضاً، إذا تمكنا من التحكم في نظام الرنين هذا إلكترونياً فيمكننا التحكم بشكل مباشر في النظام العقلي للبشرية بالكامل حسب تسلا. وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة والمعروفة بـ "داربا" تنشط بشكل كبير منذ سنوات عديدة في مجال أبحاث واجهات الدماغ والحاسوب الـBCI، وتهدف الى إنشاء تواصل سلس بين الدماغ والأجهزة الخارجية بما يسمح بالتحكم في الآلات أو الحواسيب باستخدام الإشارات العصبية، تتوافق الوكالة في أبحاثها مع فكرة نيكولا تسلا إذ تسعى الوكالة لتطوير مجموعة من الأساليب غير الجراحية لتعزيز قدرات التواصل التخاطري بين الجنود والآلات من خلال ترددات مختلفة في نفس الإطار. نشرت صحيفة الغارديان مقالاً يشرح كيف تمكن باحثون باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي كالتي تدعم شات جي بي تي من تطوير فك تشفير يمكنه ترجمة نشاط الدماغ الى نص في احتراق يسمح بقراءة أفكار الشخص بطريقة غير جراحية لأول مرة، يمكن للآلية إعادة بناء الكلام بدقة بينما يستمع الناس الى قصة أو حتى يتخيلونها بصمت باستخدام بيانات مسح التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط. قد لا يكون أي من هذا هو المسؤول عن ظهور معالم البلاد التي كنت تفكر بزيارتها على هاتفك، لكننا لا نعلم يقيناً الى أين يأخذنا العلم مستقبلاً.