اتفاقية دولية منحت تركيا قوة غير مسبوقة وسيطرة شبه كاملة على البحر الأسود. معاهدة مونترو الموقعة عام 1936، بموجبها أصبح لدى تركيا حق التحكم بمضيقي البوسفور والدردنيل، مع فرض قيود على عبور السفن الحربية. جاءت المعاهدة بعد أن طلبت تركيا تعديل القيود التي فرضتها معاهدة لوزان عام 1923، خاصة مع تصاعد التهديدات من إيطاليا وألمانيا. تسمح المعاهدة للسفن التجارية بالمرور بحرية في وقت السلم، لكنها تفرض قيوداً على السفن الحربية الأجنبية، مثل ألا يتجاوز الحد الأقصى للحجم 15000 طن متري والعدد 9 سفن، وعدم البقاء لأكثر من 21 يوماً في البحر الأسود، وفي حالة الحرب يمكن لتركيا إغلاق المضائق بالكامل. تمثل المضائق نقطة جيوسياسية استراتيجية حيث تتحكم تركيا في وصول روسيا وأوكرانيا ورومانيا الى البحر الأبيض المتوسط. وخلال الحرب الباردة سعت موسكو لتعديل المعاهدة دون نجاح، وفي الحرب الروسية الأوكرانية أغلقت تركيا المضائق أمام السفن الحربية الروسية.
