العلب المعدنية من الاختراعات البسيطة والمهمة التي قدمت للإنسان وسيلة آمنة لحفظ مختلف أنواع الأطعمة لحمايتها من التلف والفساد. ترجع البدايات الأولى لظهور تلك الوسيلة في التعليب إلى عام 1785 عندما تقدم "بيتر دوراند" إلى ملك إنجلترا جورج الثالث بفكرة تهدف إلى حفظ الطعام في أوعية زجاجية أو خزفية ولكنه لم يستطع إيجاد حل لمشكلة طرد الهواء من الزجاجة ولذلك ظلت الفكرة بعيدة عن حيز التنفيذ الفعلي حتى عام 1804 عندما استطاع "نيقولاس أبير" الفرنسي تحقيقها وقام بتعبئة الفاصوليا، اللحم، البازلاء في زجاجات وتمكن من إبعاد وطرد الهواء من داخل الزجاجات بوضع طبقات من الفلين داخلها ثم قام بغمر الزجاجات في الماء المغلي، بالرغم من نجاح الفكرة وشيوع استخدامها إلا أن تعليب الزجاجات كان ينطوي على العديد من السلبيات وأهمها قابليتها للكسر وهذا ما دفع "بريان دونكن" و"جون هول" من لندن في عام 1812 إلى تطوير الاختراع واستبدال الزجاجات بعلب معدنية عبارة عن صفائح من رقائق القصدير المقاوم للصدأ، ذات تصميمات مبتكرة، ومن ثم إنشاء أول مصنع لتعليب الأطعمة في العلب المعدنية عام 1813 إلا أن سماكة جدار العلب المعدنية كانت تجعل الناس يضطرون للضرب عليها بالمطرقة حتى يتم فتحها، مما دفع المنتجين إلى تصنيع علب معدنية سهلة الفتح. وفي عام 1866 ابتكر "أوستر دات" علبة معدنية مثبتاً عليها مفتاح من نفس نوع معدن العلبة، مخصص لفتحها، وهي نفس العلب التي نجدها اليوم لتعبئة بعض أنواع اللحوم، الأسماك، والعصائر.