يعتبر جنكيزخان من أكثر قواد المغول شهرة وأشدهم قوة، ومع ذلك، فهو لم يتخذ لنفسه قصراً يستقر فيه بالرغم من اتساع مناطق سيطرته ونفوذه وسلطانه، إنما كان يمضي معظم وقته على صهوة جواده أو في خيمته. والمغول هم شعب من الرعاة الرحل المغامرين ويتألفون من قبائل متعددة ومتفرقة، كانت تتحارب باستمرار. واستطاع جنكيز خان أن يوحدها ويجعلها تحت إمرته، ويقودها في غزواته للإستيلاء على أكبر قدر من الأراضي. وقد لقّب بجنكيزخان بسبب نجاحه في توحيد القبائل المتفرقة، وهذا اللقب معناه القائد الأكبر. وكان والد جنكيز خان قائداً لقبيلة مشهورة من المغول، وقد مات مسموما على يد أحد أعدائه، وكان عمر جنكيز خان آنذاك ثلاث عشرة سنة، فلم يستطع خلافة أبيه في حكم قبيلته، لكنه سرعان ما تزعمها بفضل إقدامه وقوته وشجاعته.