ساهم معنا

خطابات الرؤساء .. كيف تصاغ ومن يكتبها؟

خطابات الرؤساء لا تُكتب عادة بأقلامهم، بل يتولاها مستشارون وكتاب متخصصون يختارون كلماتها بعناية في الغرب، تمر الخطابات بمراحل تدقيق دقيقة، لتخرج بصيغة رسمية تعكس توازنا بين الرؤية السياسية والأسلوب المقنع. الرئيس لا يكتفي بتلقي نص جاهز، بل يشارك أحيانًا بتعديلات جوهرية تعكس أسلوبه الشخصي. في بعض الدول، يلعب كاتب الخطاب دورا محوريا في ترجمة رؤية الرئيس إلى لغة قريبة من الناس وذات طابع وجداني واضح. يختار بعض الرؤساء كتابة خطاباتهم بأنفسهم، خصوصا من يملكون خلفية ثقافية أو أدبية. في هذه الحالات تأتي الخطابات محملة بطابع شخصي مباشر، وأسلوب لغوي خاص يعبر عن شخصية القائد وقيمه. استعان الرئيس المصري الأسبق على سبيل المثال أنور السادات بمفكرين وكتاب مثل هيكل مراد وهبة، أحمد بهاء الدين موسى صبري، وأنيس منصور ليكتبوا خطاباته ومنحوها بعدًا ثقافيا وشعبيًا، فتنوعت بين اللغة الجماهيرية والبناء السياسي الذي يخدم رؤيته. الخطاب السياسي ليس مجرد نص يلقى، بل أداة توجيه وتحريك للرأي العام، وكتاب الخطابات يعملون غالبًا في الظل، لكن كلماتهم تصنع لحظات مفصلية، وتُخلّد في الذاكرة السياسية للشعوب حتى بعد تغير الحكام والحكومات.

انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة