المخزون الاستراتيجي هو أشبه بشبكة الأمان للدول حيث يضم كل ما تحتفظ به الحكومات من سلع حيوية كالحبوب والنفط والمعادن وحتى الأدوية، ليكون جاهزاً عند اندلاع الأزمات أو الحروب أو الأوبئة، لذلك يصفه الخبراء بصندوق إسعاف وطني لكن بحجم دولة كاملة. فكرة التخزين ليست جديدة بل تعود لآلاف السنين، حين خزّن المصريون القمح في زمن النبي يوسف عليه السلام استعداداً لسنوات الجفاف. أما في العصر الحديث فقد أدركت الدول أهمية هذه الاحتياطات بعد الأزمات الكبرى مثل الحصار البحري في الحرب العالمية الأولى وأزمة النفط عام 1973، حيث أوقفت الدول العربية تصديره لأميركا وأوروبا فارتفعت الأسعار وتوقفت عجلة الاقتصاد في دول كثيرة، وحين اندلعت حرب الخليج عام 1991 لجأت أميركا الى سحب كميات ضخمة من احتياطها النفطي، تماماً كما فعلت بعد اندلاع حرب أوكرانيا عام 2022. لكن المخزون لا يستخدم فقط في الحروب، فبعض الدول تحتفظ ببعض السلع والموارد أحياناً لضبط السوق المحلية أو لأغراض استراتيجية دقيقة.
