الغجر في الأصل قبائل هندية تحترف الترحال، بدأت تتجول في العالم منذ حوالي ألف سنة بعربات مغطاة تجرها الخيول، انتشرت في أوروبا خاصةً في القرن الـ14، وكانت غريبة عن شعوب هذه الأراضي، فللغجر لغتهم الخاصة (لكنة هندية إسمها روم)، ولهم تقاليدهم وعاداتهم الخاصة، وهم لا يمتزجون بأحد، لا يحبون الاختلاط أو التزاوج مع غيرهم، ولا يأبهون عادة بالقوانين والسلطات المحلية، يمارسون الغناء والرقص، وكشف الطالع والسحر والشحاذة، وبعض الحرف البسيطة، والسرقة أيضاً، لذا فهم محتقرون مضطهدون حيثما حلوا. يظهرون فجأةً، فينصبون خيامهم على حدود القرى، ويختفون فجأةً، كأنّما تُحضرهم وتأخذهم الريح. في القرن الماضي حاول بولندي إسمه جريجوري كويك وفيما بعد خلفاء له أن ينظمهم ويوحدهم ويدفعهم إلى الاستقرار، لكن بلا نتيجة. بقيت قبائل رحالة بلا وحدة، ترأسها عادة عجائز القبائل، ويطلق عليهن لقب ملكات وإن كن بلا سلطات حقيقية، وبمرور الزمن أصاب الغجر التمدن، فاستبدلوا العربات التي تجرها الخيول بالكارافانات والسيارات الفارهة التي تجر منازل متحركة حديثة، كاملة بالتليفزيون والبرّاد والمطبخ الكهربائي.